احتجاجات غاضبة في الضالع تنديداً بانقطاع الكهرباء وانهيار العملة.. وحملة اعتقالات تطول المتظاهرين
شهدت محافظة الضالع (وسط اليمن)، اليوم الأحد 9 فبراير/ شباط 2025، تظاهرة شعبية حاشدة احتجاجًا على تفاقم أزمة الكهرباء واستمرار انهيار العملة المحلية، بالتزامن مع احتجاجات مماثلة شهدتها محافظات عدن ولحج وأبين خلال اليومين الماضيين.
وتعاني هذه المحافظات من انقطاع شبه كلي للكهرباء منذ أسابيع، قبل أن تتوقف الخدمة تمامًا منتصف ليلة الثلاثاء، لتعود بشكل محدود خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأفاد شهود عيان لوكالة "خبر" بأن التظاهرة، التي شارك فيها مئات الناشطين والحقوقيين والمواطنين، انطلقت عند التاسعة صباحًا من مدينة الضالع (مركز المحافظة) باتجاه منطقة سناح بمديرية قعطبة، على بُعد نحو 15 كيلومترًا من المدينة.
وردد المشاركون شعارات تنديدية بالأزمة المتفاقمة والحلول الحكومية التي وصفوها بـ"الترقيعية".
وذكرت مصادر محلية أن قوة أمنية داهمت المحتجين واعتقلت عددًا منهم، ونقلتهم إلى مراكز احتجاز خاصة بها، ردًا على ترديد شعارات اعتبرتها تحريضية ضد السلطة، وسط مطالبات حقوقية واسعة بالإفراج عنهم دون قيد أو شرط.
وأعرب حقوقيون عن استنكارهم لحملة القمع الأمنية ضد مدنيين عزّل يمارسون حقهم القانوني في التعبير عن آرائهم والمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية، وعلى رأسها إعادة التيار الكهربائي واستقرار سعر العملة المحلية.
كما عبّر المشاركون في التظاهرة عن رفضهم القاطع لما وصفوها بـ"الحلول الترقيعية" التي تقدمها الحكومة للأزمة الراهنة، مؤكدين عدم قدرتهم على تحمل المزيد من المعاناة.
وكانت منظومة الكهرباء قد خرجت عن الخدمة بشكل كامل في العاصمة المؤقتة عدن منتصف ليل الثلاثاء، إثر نفاد الوقود في محطات توليد الطاقة، وذلك بعد إعلان "حلف قبائل حضرموت" يوم الاثنين منع خروج المشتقات النفطية من المحافظة، بما في ذلك الكمية المخصصة لمحطات كهرباء عدن.
وبعد تدخلات حكومية، عادت الخدمة جزئيًا ظهر يوم الجمعة، عقب توفير كمية إسعافية من الوقود من شركة صافر بمحافظة مأرب، إلا أنها لم تكن كافية إلا لتشغيل محطة بترومسيلة لمدة أربع ساعات فقط كل 24 ساعة، موزعة على ساعتين في الظهيرة وساعتين في منتصف الليل.
خروج متجدد
في السياق، أفادت مصادر مطلعة في مؤسسة كهرباء عدن بأن خدمة الكهرباء ستتوقف بالكامل بدءًا من الساعة السابعة مساء اليوم الأحد، بسبب نفاد الوقود الذي قدمته شركة صافر.
يأتي ذلك في ظل تأكيدات من مصادر محلية بأن الكهرباء تعاني من انقطاع شبه دائم، وأن عودتها للخدمة كانت لفترات قصيرة لا تتجاوز ساعتين مقابل عشر ساعات من الانقطاع.
وعلى وقع هذه الأزمة، شهدت شوارع عواصم محافظات عدن ولحج وأبين خلال اليومين الماضيين تظاهرات حاشدة، قام خلالها المحتجون بإحراق إطارات المركبات التالفة في الشوارع وقطع الطرق الرئيسية، مرددين هتافات منددة بالصمت الحكومي تجاه أزمات الكهرباء، وانهيار العملة، وأزمة الغاز المنزلي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.