"أكسيوس": التهديدات الإيرانية باغتيال ترامب خلال الانتخابات كانت أكثر خطورة من المعلن
الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب يلوح لأنصاره بعد لحظات من تعرضه لمحاولة اغتيال بإطلاق النار خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا- 13 يوليو 2024 - Reuters
كشف كتاب جديد سيصدر الشهر المقبل أن التهديدات الإيرانية المزعومة باغتيال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية لعام 2024 كانت أكثر خطورة مما أُعلن علنًا، مما دفع فريقه إلى اتخاذ إجراءات أمنية "استثنائية"، بما في ذلك استخدام "طائرة تمويه" لتجنب محاولات اغتيال محتملة. جاء ذلك وفقًا لتقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي، استنادًا إلى كتاب بعنوان "الانتقام: القصة الداخلية لعودة ترمب إلى السلطة" للكاتب أليكس إيسنشتات.
ويقدم الكتاب تفاصيل غير مسبوقة حول مدى عمق مخاوف السلطات الأمريكية من احتمال شن هجوم إيراني على ترمب، وكيف أثر ذلك على قرارات حملته الانتخابية. كما يسلط الضوء على الإجراءات السرية التي اتخذها فريقه لحمايته من محاولات الاغتيال المحتملة.
وأشار التقرير إلى أن طهران لا تزال تشغل بال ترمب، مستشهدًا بتصريحاته الأخيرة التي هدد فيها بـ"محو" إيران إذا تم اغتياله من قبل عملائها، قبل أن يخفف من حدة تصريحاته لاحقًا بالتأكيد على رغبته في "اتفاق سلام نووي موثوق" مع إيران.
تفاصيل التهديدات والإجراءات الأمنية
وفقًا للكتاب، حذر مسؤولو إنفاذ القانون ترمب العام الماضي من أن إيران لديها عملاء داخل الولايات المتحدة يمكنهم الوصول إلى صواريخ مضادة للطائرات. وأثار ذلك مخاوف جدية لدى فريقه من احتمال استهداف طائرته الشخصية Trump Force One، التي يمكن التعرف عليها بسهولة أثناء إقلاعها أو هبوطها.
وتصاعدت هذه المخاوف بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها ترمب في ملعب الجولف الخاص به في ويست بالم بيتش بفلوريدا في 15 سبتمبر الماضي، رغم عدم وجود أدلة تربط إيران بتلك المحاولة أو بحادث إطلاق النار في بنسلفانيا الذي أصيب خلاله برصاصة في أذنه.
استخدام طائرة تمويه وموكب وهمي
في أعقاب هذه الحوادث، قرر فريق ترمب اتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة، بما في ذلك استخدام طائرة تمويه مملوكة لصديقه ستيف ويتكوف، المدير التنفيذي في مجال العقارات والذي أصبح الآن مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط. وفي إحدى المناسبات، سافر ترمب على متن هذه الطائرة بينما استقل عدد كبير من موظفيه طائرته الشخصية Trump Force One، مما أثار قلق البعض من أنهم قد يصبحون أهدافًا غير مقصودة في حالة استهداف الطائرة.
كما نظمت الخدمة السرية موكب سيارات وهمي في أحد الأيام، حيث كان ترمب في إحدى السيارات بينما كان الموظفون في أخرى، وذلك بعد تحذيرات من احتمال تعرض موكبه لهجوم.
ردود فعل داخل الحملة
ونقل الكتاب عن مساعدي ترمب أن الرحلة التي استُخدمت فيها طائرة التمويه كانت "تجربة سريالية" مليئة بـ"الكوميديا السوداء"، حيث أدرك الموظفون أن الوضع كان خطيرًا للغاية. وأصبحت هذه الرحلة تُعرف لاحقًا داخل الحملة باسم "رحلة الأشباح".
كما أشار الكتاب إلى أن ترمب كان أكثر قلقًا بشأن التهديدات الإيرانية مما كان يظهر علنًا، حيث لاحظ مساعدوه أنه بدأ يتحدث بشكل أقل عن قتله للجنرال الإيراني قاسم سليماني، وأبدى قلقًا متزايدًا بشأن تنظيم فعالياته العامة.
مخاوف ترمب من تأثير التهديدات على الانتخابات
وأعرب ترمب عن قلقه من أن الناخبين قد يصابون بالإرهاق من محاولات اغتياله المتكررة، متسائلاً عما إذا كان "الأمريكيون يرغبون في تحمل أربع سنوات من تعرض رئيسهم للتهديدات؟"، وفقًا لما ذكره إيسنشتات في كتابه.
يُذكر أن الكتاب سيصدر في 18 مارس المقبل، ويقدم رؤية مفصلة حول التحديات الأمنية التي واجهها ترمب خلال حملته الانتخابية، وكيف أثرت على استراتيجياته وقراراته في سعيه للعودة إلى البيت الأبيض.