اشتباكات عنيفة تُجبر 10 آلاف أسرة على النزوح من مخيم زمزم في دارفور خلال 48 ساعة

أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، بأن يومين من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أجبرا ما يقدر بنحو 10 آلاف أسرة على الفرار من مخيم زمزم للنازحين في إقليم دارفور، والذي يعاني أصلاً من أزمة مجاعة حادة.

اندلعت الاشتباكات بعد اقتحام قوات الدعم السريع مخيم زمزم الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أعمال العنف التي بدأت في 11 فبراير/شباط أدت إلى نزوح 10 آلاف أسرة من المخيم، الذي يقع جنوب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وحذرت المنظمة من أن البيانات التي جمعتها تغطي اليومين الأولين فقط من القتال، مشيرة إلى أن قدرتها على جمع المعلومات تأثرت بسبب القيود على التمويل. كما أضافت أن 1544 أسرة أخرى نزحت من قرى مجاورة للمخيم بالقرب من الفاشر.

مخيم زمزم وأزمة المجاعة

يُعد مخيم زمزم، الذي أُقيم عام 2004، واحداً من أكبر مخيمات النازحين في دارفور، حيث يستضيف ما يقرب من مليون شخص، وفقاً لمسؤولي الإغاثة. وقد شهد المخيم تدفقاً كبيراً للنازحين منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (المعروف باسم "حميدتي") في أبريل/نيسان 2023.

وأعلنت الأمم المتحدة عن انتشار المجاعة في مخيم زمزم لأول مرة في أغسطس/آب الماضي، ومنذ ذلك الحين امتدت الأزمة إلى مخيمين آخرين للنازحين حول الفاشر. وتوقعت تقييمات مدعومة من الأمم المتحدة أن تنتشر المجاعة إلى خمس مناطق أخرى في الولاية، بما في ذلك الفاشر، بحلول مايو/أيار المقبل.

تصاعد القتال في دارفور

تُعد الفاشر العاصمة الوحيدة في إقليم دارفور التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع، رغم محاولاتها المتكررة لتعزيز قبضتها على المنطقة. ومع اقتراب الجيش السوداني من استعادة العاصمة الخرطوم بعد هجوم متعدد الجبهات، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر، مما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من المدنيين.

وقبل الهجمات الأخيرة، كانت ولاية شمال دارفور تضم 1.7 مليون نازح، بينما يواجه مليونان انعدام الأمن الغذائي الشديد، وفقاً للأمم المتحدة.

أسفرت الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل السودان وخارجه، مما جعلها واحدة من أكبر أزمات النزوح والجوع في العالم. وتواصل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التحذير من تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة مع استمرار القتال وتقلص الموارد المالية اللازمة لتقديم المساعدات.

تدعو المنظمات الدولية إلى زيادة الدعم المالي لمواجهة الأزمة الإنسانية المتصاعدة في السودان، مع التركيز على توفير الغذاء والمأوى والرعاية الطبية للنازحين. كما تُطالب بوقف فوري لإطلاق النار لإنقاذ حياة المدنيين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

يُذكر أن دارفور، التي تشهد نزاعات منذ عقود، تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث، مع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.