ما هي مواقف موسكو وواشنطن من الملفات الخلافية بعد محادثات الرياض؟
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يصافح نظيره الروسي سيرجي لافروف في الرياض. 18 فبراير 2025 - REUTERS
اتفقت الولايات المتحدة وروسيا في محادثات الرياض على تشكيل آلية تشاور لمعالجة الخلافات الثنائية، مع تركيز على قضايا رئيسية مثل الحد من التسلح، أوكرانيا، إيران، وأمن الطاقة. فيما يلي أبرز المواقف:
1. إعادة إحياء معاهدات الحد من التسلح
الموقف الأميركي:
تسعى واشنطن لمفاوضات جديدة تشمل روسيا والصين حول نزع السلاح النووي، دون توضيح تفاصيل (تخفيضات كبيرة أم نزع كامل).
ربطت المحادثات بـ"تسوية قضيتي الشرق الأوسط وأوكرانيا".
تعتمد حالياً على معاهدة "نيو ستارت" (تنتهي 2026)، بعد انسحابها من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى.
الموقف الروسي:
ترفض موسكو المحادثات الثلاثية (مع الصين)، وتطالب بإشراك بريطانيا وفرنسا في أي مفاوضات جديدة.
علقت مشاركتها في "نيو ستارت"، وشككت في إمكانية تمديدها، مشددة على ضرورة مراجعة ملفات الأمن الاستراتيجي، خاصة مع توسع الناتو.
2. الحرب في أوكرانيا
الموقف الأميركي:
عرضت واشنطن تنازلات لإنهاء الحرب، تشمل:
الاعتراف بالمناطق التي ضمتها روسيا (القرم، دونيتسك، لوهانسك، خيرسون، زابوروجيا).
استبعاد انضمام أوكرانيا للناتو.
مطالبة كييف بمنح الولايات المتحدة حقوقاً في مواردها النادرة مقابل الدعم.
أعلنت تعيين فريق رفيع للمساعدة في إنهاء الحرب.
الموقف الروسي:
تُصر على الاعتراف الدولي بالمناطق التي ضمتها، وحيادية أوكرانيا عسكرياً.
تشترط إجراء انتخابات أوكرانية جديدة، ورفض وجود قوات الناتو على أراضي أوكرانيا.
ترى أن التسوية يجب أن تشمل مراجعة هيكل الأمن الأوروبي بالكامل.
3. العلاقات مع إيران
الموقف الأميركي:
أعادت فرض سياسة "الضغط القصوى" لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، مع إشارة إلى إمكانية عقد "صفقة جديدة".
هددت برد شديد إذا زودت إيران روسيا بصواريخ باليستية.
الموقف الروسي:
تؤكد تطوير العلاقات مع إيران في المجالات العسكرية والتكنولوجية، رغم الضغوط الأميركية.
تدعم حل الملف النووي الإيراني عبر المفاوضات، وترى أن التعاون مع طهران "لا علاقة له بالعلاقات مع واشنطن".
4. قضايا أخرى
أمن الطاقة: ناقش الطرفان التعاون المحتمل في هذا المجال بعد إنهاء الحرب الأوكرانية.
الناتو: اعتبرت روسيا توسع الحلف تهديداً مباشراً، بينما لم تعلن واشنطن موقفاً واضحاً من هذه النقطة.
الدبلوماسية: اتفقا على تعيين سفراء وإزالة القيود على البعثات الدبلوماسية.
التحديات المستقبلية
الاختلاف في الأولويات: تركيز واشنطن على الصين مقابل اهتمام موسكو بأوروبا وأمنها.
مخاوف أوروبية: قلقة من تسوية أوكرانية ثنائية تُهمش كييف وحلفاء الناتو.
تعقيدات الملف النووي الإيراني: تصاعد التعاون الروسي-الإيراني قد يُعقّد المفاوضات.
في الختام، رغم الاتفاق على آلية تشاور، تبقى الفجوات كبيرة، خاصة حول أوكرانيا والحد من التسلح، ما يجعل تحقيق تقدم ملموس مرهوناً بتنازلات سياسية وعسكرية صعبة من كلا الجانبين.