حماس تبدي استعدادها لإطلاق سراح كافة الرهائن "دفعة واحدة" في المرحلة الثانية من اتفاق غزة

عائلة فلسطينية تجلس وسط أنقاض منزلها المدمر بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة في رفح جنوبي قطاع غزة. 16 فبراير 2025 - Reuters

أعلن القيادي في حركة "حماس" ومستشار رئيس الحركة، طاهر النونو، الأربعاء، أن الحركة أبلغت الوسطاء باستعدادها لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين لديها ولدى فصائل المقاومة "دفعة واحدة" في المرحلة الثانية من اتفاق غزة، شريطة موافقة إسرائيل على الشروط المطروحة. 

جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، حيث أكد النونو أن "حماس" مستعدة لعملية تبادل واحدة تشمل جميع المحتجزين الإسرائيليين، سواء الأحياء أو الجثث، بما في ذلك الضباط العسكريين الكبار، مقابل إطلاق سراح كافة المعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023.

وأوضح النونو أن "حماس" تفضل إتمام عملية التبادل بشكل كامل في مرحلة واحدة، بدلاً من تنفيذها على دفعات كما حدث في المرحلة الأولى من الاتفاق. وأضاف أن التفاصيل المتعلقة بعدد المحتجزين الإسرائيليين المتبقين بعد انتهاء المرحلة الأولى "ما زالت محل تفاوض"، مشيراً إلى أن الحركة لم تفصح قط عن العدد الإجمالي للأسرى لديها أو لدى فصائل المقاومة، بما في ذلك التفاصيل المتعلقة بالأحياء والأموات منهم.

المرحلة الأولى: إطلاق سراح دفعات من الأسرى

من المقرر أن تشهد المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تنطلق يوم السبت المقبل، إطلاق سراح دفعة كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، حيث سيتم الإفراج عن 600 أسير فلسطيني، بينهم 445 معتقلين من قطاع غزة خلال الحرب الحالية، و51 من ذوي الأحكام المؤبدة، و59 من أصحاب الأحكام العالية. كما سيتم الإفراج عن 47 أسيراً من محرري صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم وحُكم عليهم باستكمال فترة محكوميتهم.

وستشمل الصفقة أيضاً الإفراج عن عدد من قادة كتائب "القسام" البارزين في الضفة الغربية، أبرزهم عبد الناصر عيسى، وعثمان بلال، وعمار الزبن، الذين سيتم إبعادهم إلى خارج البلاد. بالإضافة إلى ذلك، سيتم الإفراج عن أقدم الأسرى الفلسطينيين، مثل نائل البرغوثي الذي أمضى 45 عاماً في الأسر، وعلاء البازيان (42 عاماً)، وسامر المحروم (أكثر من 38 عاماً)، وسيتم إبعادهم أيضاً إلى خارج البلاد.

إطلاق سراح النساء والأطفال

وفي إطار المرحلة الأولى أيضاً، سيتم يوم الخميس إطلاق سراح 200 من النساء والأطفال الفلسطينيين الذين اعتقلوا خلال الحرب على قطاع غزة، مقابل إفراج "حماس" عن عدد من جثامين المحتجزين الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي.

تفاصيل المرحلة الثانية

أكد قيادي آخر في "حماس" لـ"الشرق" أن التفاصيل المتعلقة بعدد المحتجزين الإسرائيليين المتبقين بعد انتهاء المرحلة الأولى "ما زالت محل تفاوض"، مشيراً إلى أن الإفصاح عن عدد الأحياء والأموات منهم يعد أحد النقاط الرئيسية التي تخضع للمفاوضات في المرحلة الثانية.

وتأتي هذه التطورات في إطار الجهود المستمرة لتحقيق تقدم في عملية تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، والتي تشكل أحد المحاور الرئيسية في الجهود الرامية إلى تخفيف التوترات في المنطقة. وتأمل الأطراف المعنية أن تسهم هذه الخطوات في تعزيز الثقة بين الجانبين وتمهيد الطريق لمزيد من التفاهمات المستقبلية.