بوتين يشيد بمحادثات الرياض بين روسيا والولايات المتحدة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة خلال حفل في سانت بطرسبرج. 19 فبراير 2025 - REUTERS

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بنتائج المحادثات التي جرت بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا في العاصمة السعودية الرياض، معبراً عن تقديره لدور السعودية في "خلق أجواء ودية" ساهمت في نجاح الاجتماع. جاء ذلك في أول تعليق له عقب المحادثات التي عُقدت يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن اتفاقيات مهمة بين الجانبين.

وأكد بوتين في تصريحات صحفية أن المحادثات أثمرت عن "اتفاق على الإسراع بتعيين السفراء وبدء مشاورات على مستوى نواب وزراء الخارجية لإزالة القيود على أنشطة البعثات الدبلوماسية"، بالإضافة إلى مناقشة التعاون الجيوسياسي والاقتصادي بين البلدين. وأضاف: "سأشكر السعودية ليس فقط على توفير مكان لعقد اجتماع رفيع المستوى بين روسيا والولايات المتحدة، ولكن أيضاً على خلق أجواء ودية".

وأشار بوتين إلى أنه سيتصل خلال الأيام المقبلة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لشكره شخصياً على جهوده في تسهيل هذه المحادثات. كما أعرب عن رغبته في لقاء نظيره الأميركي دونالد ترمب، لكنه شدد على ضرورة "التحضير الجيد لهذا اللقاء"، دون الإفصاح عن موعد محدد له، وسط توقعات بعقده قبل مارس المقبل.

تركيز على القضايا العالقة

وأكد بوتين أن الاجتماع مع ترمب يجب أن يركز على "حل القضايا الأكثر أهمية، بما في ذلك أوكرانيا"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ترى أن المفاوضات يجب أن تتم بمشاركة روسيا وأوكرانيا. وأوضح أن الهدف من المحادثات هو "زيادة الثقة" بين البلدين، مع الاستمرار في التعاون في مجالات مثل الفضاء.

وتطرق بوتين إلى معاهدة "ستارت-3" التي تنتهي مدتها في عام 2026، داعياً إلى "حل مسألة المعاهدة" التي تنص على خفض الرؤوس الحربية النووية العابرة للقارات. كما شدد على أهمية مناقشة قضايا الطاقة بين الدول الرائدة الثلاث: روسيا والولايات المتحدة والسعودية.

أوكرانيا والحاجة إلى الثقة

وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد بوتين أن بلاده تعطي أولوية كبرى لتسوية الوضع هناك، لكنه اعتبر أن "من المستحيل تسوية الأزمة دون زيادة مستوى الثقة بين روسيا والولايات المتحدة". وانتقد بوتين أوروبا، زاعماً أنها "تدخلت مباشرة في الانتخابات الأميركية الأخيرة"، بينما نفى أي تدخل روسي في تلك الانتخابات، قائلاً: "ترمب جُرّ عبر المحاكم بسبب التدخل الروسي المزعوم، وهو ما لم يتم إثباته".

تفاؤل ترمب بإمكانية التوصل إلى اتفاق

من جهته، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع روسيا، واصفاً محادثات الرياض بأنها "جيدة جداً". وقال ترمب للصحافيين: "أنا أكثر ثقة الآن، روسيا تريد القيام بشيء ووقف الحرب البربرية والوحشية". وأشار إلى أنه يتوقع عقد لقاء مع بوتين قبل نهاية فبراير الجاري.

ورداً على سؤال حول دعمه لإجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا، أبدى ترمب تعاطفاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على المستوى الشخصي، لكنه أكد أن الأولوية هي "تنفيذ المهام المطلوبة". ولفت إلى أن أوكرانيا لم تجرِ انتخابات منذ وقت طويل بسبب الأحكام العرفية، معتبراً أن إجراء الانتخابات "ليس مطلباً روسياً فقط، بل مطلب مني ومن دول عدة".

اتفاقيات مهمة في الرياض

وجرى في الرياض محادثات استمرت أكثر من أربع ساعات بين مسؤولين أميركيين وروس، هي الأولى من نوعها بين البلدين لبحث ملفات عديدة، بما في ذلك إنهاء الحرب في أوكرانيا وتطبيع العلاقات الثنائية. وتم الاتفاق على أربعة مبادئ أساسية، تشمل الإسراع بتعيين السفراء وبدء مشاورات لإزالة القيود على البعثات الدبلوماسية، وتعيين فريق رفيع المستوى للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وإقامة حوار اقتصادي يشمل الطاقة والفضاء، ومناقشة التعاون الجيوسياسي والاقتصادي.

كما اتفق الجانبان على تشكيل فرق عمل رفيعة المستوى للبدء في مسار يهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا بطريقة مستدامة ومقبولة من جميع الأطراف. وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن جميع المشاركين في المحادثات ملتزمون بضمان إحراز تقدم مثمر.

وتبقى هذه المحادثات خطوة مهمة نحو تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو، مع تركيز خاص على إنهاء الحرب في أوكرانيا وتعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة والفضاء.