الطاقة الذرية تحذر: إيران تُسرّع تخصيب اليورانيوم.. وفرصة إنقاذ الاتفاق النووي تضيق
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي خلال مقابلة تلفزيونية في بلومبرغ في المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) بدافوس، سويسرا. 21 يناير 2025. - Bloomberg
حذَّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، من أن "الوقت ينفد" لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، وسط تسارع غير مسبوق في تخصيب اليورانيوم بنقاء يقترب من المستوى العسكري، ما يزيد المخاوف من امتلاك طهران لقدرات نووية خلال أشهر.
تصعيد إيراني خطير
كشف جروسي – خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن – أن إيران تنتج حاليًا كميات قياسية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي درجة تقترب من النقاء اللازم لصنع الأسلحة (90%). وأوضح أن طهران ستصل قريبًا إلى مخزون يقدر بـ 250 كيلوجرامًا من اليورانيوم عالي التخصيب، وهي كمية تكفي – نظريًا – لتصنيع 6 قنابل نووية إذا ما رُفعت النسبة إلى المستوى العسكري.
وقال جروسي: "هذا تصعيد خطير.. يجب التعامل معه بجدية، ولا نملك ترف إضاعة الوقت".
تعود الأزمة إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 بقيادة دونالد ترامب، ما دفع إيران لخرق التزاماتها تدريجيًا. ورغم محاولات الأوروبيين إنقاذ الاتفاق عبر مفاوضات غير مباشرة، فإن غياب سياسة أمريكية واضحة – خاصة مع ترقب عودة ترامب للرئاسة – يعقد المشهد.
وأشار جروسي إلى أن "الوكالة تملك كل البيانات الفنية، لكن الحل سياسي ويحتاج لإرادة دولية"، مُعربًا عن قلقه من عدم تعيين البيت الأبيض مبعوثًا خاصًا لإيران حتى الآن، ما يُربك الحلفاء الأوروبيين (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) ويُعطل أي تقدم.
ضغوط أوروبية ومخاطر الموعد النهائي:
تحاول الدول الأوروبية الضغط على طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات قبل أكتوبر 2025، حين تنتهي صلاحية الاتفاق القديم. لكن الجهود تبدو متعثرة في ظل استمرار إيران في ربط أي تفاهم برفع العقوبات الاقتصادية دون تقديم تنازلات ملموسة.
وفي نوفمبر 2023، أصدر مجلس محافظي الوكالة (35 دولة) قرارًا يطالب إيران بـ"تعاون عاجل"، مع إلزامها بتقديم تقرير شامل بحلول الربيع. لكن جروسي أكد أن التقرير – المقرر في مارس – "لن يضيف جديدًا إذا لم تتحرك طهران".
يحذر خبراء من أن امتلاك إيران لـ250 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يعني تقليص "زمن الاختراق" (اللازم لصنع القنبلة) إلى أسابيع، وفق تقديرات معهد العلوم والأمن الدولي بواشنطن. كما أن تصاعد التوتر الإقليمي – مع اشتباكات إسرائيل وحزب الله – يرفع احتمالات تحول البرنامج النووي إلى ساحة مواجهة مباشرة.