العملية العسكرية للاحتلال في جنين تحول مخيم اللاجئين إلى “مدينة أشباح”
جنين (الضفة الغربية) (رويترز) – حوَلت العملية العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية مخيم اللاجئين بالمدينة إلى ما وصفه سكان وبعض المسؤولين بأنه مدينة أشباح، إذ لحق به دمار على نطاق لم تشهده المنطقة منذ ما يزيد على 20 عاما.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن الهجوم واسع النطاق يهدف إلى القضاء على الجماعات المسلحة المدعومة مت إيران في جنين الواقعة في شمال الضفة الغربية المحتلة.
فبعد أسبوعين من بدء العملية العسكرية، صارت جنين شبه مهجورة بعد أن غادر آلاف الفلسطينيين منازلهم، وليس معهم سوى ما تيسر حمله، تنفيذا لأمر إسرائيلي بالمغادرة عبر طائرات مسيرة مزودة بمكبرات صوت.
وبعد تدمير الطرق ومرافق البنية التحتية الأخرى، هدمت القوات الإسرائيلية العديد من المباني مطلع هذا الأسبوع فيما أحدث انفجارات مدوية.
وقال خليل حويل (39 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال يسكن في مخيم جنين هو ووالده وإخوته في بيت من خمس شقق، “ظلينا في البيت إلى حين ما إجت الدرون (الطائرة المسيرة) علينا وصارت تنادي أخلوا البيت وأخلوا الحي لأنه بدنا نفجر”.
وأضاف “طلعنا في ملابسنا الشخصية ما قدرنا نحمل شي. ممنوع تحمل شي… ولا حد ظل في المخيم… المخيم خالي من السكان بتاتا”.
وقال إنه بعد نشر الجرافات والمركبات المدرعة بالقرب من منزله، سار السكان بصعوبة على طرق يلمؤها الركام إلى نقطة تجمع كانت تنتظرهم فيها سيارات تابعة للهلال الأحمر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر 23 مبنى وإنه “سيواصل العمل من أجل القضاء على الإرهاب حيثما كان ذلك ضروريا”.
ومن أعلى تل يطل على المخيم، لم يكن بالإمكان رؤية شيء سوى سحب الدخان والجنود وهم يتحركون بين جدران المنازل المحترقة.
وبدأت العملية، وهي المرحلة الأحدث من هجوم بدأ الشهر الماضي، في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) حيز التنفيذ.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن عمليات الهدم في جنين “تقوض وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل له في غزة، وتهدد بتصعيد جديد”.
وذكرت أن جنين “أصبحت مدينة أشباح”.
وتعرض مخيم جنين لللاجئين، الذي كان لفترة طويلة معقلا للجماعات المسلحة بما في ذلك حركتي المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والجهاد الإسلامي، لمداهمات متكررة على مر السنين، ليس فقط من الجيش الإسرائيلي، وإنما من السلطة الفلسطينية.
وفي أثناء الانتفاضة الثانية عام 2002، هدمت القوات الإسرائيلية مئات المنازل، مما أدى إلى تهجير نحو ربع سكان المخيم.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن العملية الأحدث لم تترك في المخيم سوى نحو 100 شخص من أصل 3490 أُسرة كانت موجودة فيه قبل العملية.
وقال لرويترز “الوضع أسوأ مما جرى في عام 2002 لأنه عدد النازحين كان أقل”.