روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بشأن هجوم على مدرسة في كورسك

تبادلت كييف وموسكو الاتهامات الأحد بشأن ضربة جوية استهدفت مدرسة في بلدة سودزها الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي، فيما أعلنت أوكرانيا مقتل 15 شخصاً على الأقل في هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

لم تظهر المعارك في الحرب المستمرة منذ قرابة ثلاث سنوات أي مؤشرات على التهدئة، رغم وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض وقف لإطلاق النار "خلال 24 ساعة" من توليه منصبه في 20 يناير.

اتهمت روسيا وأوكرانيا بعضهما البعض مراراً باستهداف المدنيين منذ بدء الحرب، وكانت آخر جولة اتهامات حول سودزها، البلدة الحدودية الواقعة تحت السيطرة الأوكرانيا.

قالت القوات الجوية الأوكرانية الأحد إن أربعة أشخاص قُتلوا في هجوم يوم السبت على مبنى مدرسة مكون من ثلاثة طوابق كان يُستخدم لإيواء مدنيين مُهجرين، مع إنقاذ العشرات من تحت الأنقاض.

لم تعلن روسيا عن حصيلة الضربة، لكنها اتهمت كييف باستهداف المدرسة في "جريمة لا تُغتفر ولا تسقط بالتقادم".

في أوكرانيا، قُتل 15 شخصاً على الأقل في غارات روسية شنت ليل الجمعة إلى السبت على وسط البلاد وشرقها، وفقاً لسلطات محلية وشرطة.

وأعلنت إدارة بولتافا المحلية مقتل 11 شخصاً بينهم طفل عندما أصاب صاروخ مبنى سكني صباح السبت، فيما أُصيب 16 آخرون بينما استخدمت فرق الإنقاذ رافعات للبحث عن ناجين تحت أنقاض المبنى المُدخّن.

قالت أوكرانية محلية تدعى أولينا سفيريد: "في الطابق الخامس، جُرّدت جثة صديقتي. لقد سُحقت بالجدار. كانت الخسائر كبيرة".

وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل ثلاثة أشخاص إضافيين في إقليم سومي، وشخص واحد في خاركيف خلال العطلة.

اتهامات متبادلة حول سودزها
في سودزها، التي تسيطر عليها أوكرانيا منذ خمسة أشهر، اتهمت كييف روسيا باستخدام قنابل موجهة ضد المدرسة الداخلية السابقة في هجوم 1 فبراير/شباط، مستهدفة مدنيين تابعين لها.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية الأحد: "الطيران الروسي نفذ ضربة بقنبلة جوية موجهة على مكان إيواء مؤقت للمدنيين. استهداف المدنيين بالقنابل هو توقيع المجرمين الروس! حتى عندما يكون الضحايا من سكان المنطقة ذاتها".

وأشارت إلى مقتل أربعة وإصابة أربعة بجروح خطيرة وإنقاذ 80.

وردت موسكو الأحد باتهام القوات الأوكرانية بالهجوم، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "في 1 فبراير، ارتكبت القوات المسلحة الأوكرانية جريمة حرب أخرى باستهدافها المدرسة بقصف صاروخي متعمد"، دون ذكر عدد القتلى.

من جانبه، قال الحاكم الروسي لإقليم كورسك ألكسندر خينشتاين إنه "لا توجد معلومات موثوقة عن عدد الضحايا حتى الآن".

توغل أوكراني ومصير المدنيين
شنّت أوكرانيا عملية مفاجئة في إقليم كورسك أغسطس/آب الماضي، سيطرت خلالها على عشرات القرى والبلدات الصغيرة، بما فيها سودزها التي كان يقطنها نحو 6 آلاف شخص قبل الحرب.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بأنها "بلا حضارة"، ونشر مقطع فيديو يظهر مبنى مدمراً جزئياً ورجلاً مصاباً على الأرض، مع تعليق: "دمروا المبنى رغم وجود مدنيين. القنابل الروسية تدمر المنازل الأوكرانية بنفس الطريقة. وحتى ضد مدنييهم، يستخدم الجيش الروس تكتيكات مماثلة".

قال مسؤول روسي في كورسك لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي إن السلطات تعمل "باستمرار" لإعادة المدنيين الروس العالقين خلف خطوط المواجهة، حيث يُعتقد أن آلافاً محاصرين في المنطقة الحدودية.

تطورات ميدانية ومفاوضات محتملة
تقدمت القوات الروسية على الأرض منذ أكثر من عام، فيما تقترب الذكرى الثالثة للغزو في فبراير/شباط الجاري.

أعلن الجيش الروسي السبت "تحرير" قرية كريمسكي في ضواحي مدينة توريتسك الشمالية الشرقية، التي تُعد هدفاً استراتيجياً في إقليم دونيتسك الشرقي؛ إذ سيسمح السيطرة لها بقطع طرق إمداد أوكرانية حيوية.

أبدى كل من ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين استعداداً للتفاوض لإنهاء الحرب، لكن دون تحديد شروط أو توقيت. انتقد ترامب مليارات الدولارات التي أنفقتها واشنطن على تسليح أوكرانيا، بينما هدد بفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم يتوصل بوتين لـ"صفقة" لوقف الحرب.

من جهته، قال بوتين الشهر الماضي إنه مستعد للتفاوض مع أوكرانيا، لكن ليس مع زيلينسكي الذي وصفه بـ"الغير شرعي".