26 سبتمبر.. يولد من جديد

نوح ادريس

 

السادس والعشرون من سبتمبر  1962م أهم وأعظم حدث شهده اليمن في تاريخه.. ذلك أنه شكل الأساس لكل الإنجازات الوطنية التالية كامتداد لأهدافه.

ثورة متكاملة الأركان لا مثيل لها في الكون على مستوى المبادئ والأهداف ولا يساويها مكانة في قلوب الجماهير سوى ال22 من مايو 1990م يوم إعادة تحقيق الوحدة المباركة وإعلان قيام الجمهورية اليمنية بقيادة الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله.

26 سبتمبر.. ثورة قامت من أجل دحر الظلم والاستبداد والخروج من دائرة عزلة خانقة وحياة بدائية عاث في تفاصيلها الموت والجهل والفقر والمرض .

26 سبتمبر.. ثورة حق وارادة دفنت نظام الملكية لإمام كهنوتي كان يرى أنه صاحب الحق الشرعي والإلهي الوحيد لحكم الشعب والامر الناهي عليه .

26 سبتمبر.. ثورة حرية حملت أولى أهدافها " التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات " .

26 سبتمبر.. ثورة رأى الجميع عظمة ولادتها وشهد باستحقاق تضحياتها على مدى سنوات من محاولات وأدها.. إذ لا يزال الشعب يتذكر بوفاء وعرفان كل من ساهم في إنجاح ثورته الخالدة وفي مقدمها الدور المصري الكبير بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

ثورة سمعت الدنيا صدى خطواتها فقد واكب اليمنيون روح العصر وتغلبوا على تحدياته في المجالات كافة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. لأنه 26 سبتمبر.. ثورة قامت على البناء والعمل والعدل واحترام الذات والآخرين في كل العالم .

61 عاما من عمر الثورة ليست كافية للتراجع ولو قليلا عن حمايتها وصون مكاسبها . الظروف القاسية التي يمر بها اليمن في السنوات الأخيرة وضعت منجز السادس والعشرين من سبتمبر أمام تحد خطر بعدما تكالبت عليه عدة عوامل وقوى داخلية وخارجية .

اليوم تواجه الذكرى ال61 للثورة اليمنية محاولات مستميتة لإطفاء وهجها وإيمان الشعب العميق بأهدافها .

تحمل المناسبة والعيد الوطني ال61 رسالة تنبيه لجميع اليمنيين بأن عليهم استلهام تضحيات ونضالات ابائهم واجدادهم ضد النظام الإمامي الكهنوتي في إنجاز ثورة ثانية تقتلع الاماميين الجدد وتعيد خياناتهم ومخططاتهم البائسة إلى مزبلة التاريخ كما فعل الثوار الأولون .

صحيح أن الكهنوت الجديد ممثلا بميليشيا الحوثي التي تحمل نفس أفكار وتوجهات ما قبل 26 سبتمبر 1962م في الحكم والظلم تنكر وقوفها ضد النظام الجمهوري إلا أن ممارساتها تثبت غير ذلك. 

تعمل الميليشيا على تطبيق أهداف الثورة اليمنية الست بشكل عكسي فبدلا من التحرر من الاستبداد والاستعمار فإن ممارساتها تكرس صفة الطابع الاستبدادي.

كل جرائمها وانتهاكاتها تأتي تنفيذا لاجندة المستعمر الخميني  وعلى طريقة "الغزو من الداخل ". 

كما تحاول إزالة كل من ينادي بالعدل والمساواة بدلا من إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .

تطبق فقط على طريقتها المتسلطة   أول كلمة من أهداف الثورة اليمنية وهي التحرر..التحرر من أي التزامات ومسئوليات واجبة عليها تجاه الوطن والشعب. 

ترغب في نهج حكم  أسوأ من ملكية إمامية أقرب إلى محاولة  أن تكون البلاد  ملكية خاصة بها وإحدى مقتنياتها السلالية المقيتة.