العفو الدولية تدعو لتحقيق فوري لكشف ملابسات جريمة صنعاء وتدعو مليشيا الحوثي لوقف التدخل في إيصال المساعدات

دعت منظمة العفو الدولية مليشيا الحوثي للتحقيق بشكل سريع وشامل ومستقل ونزيه في الكارثة التي أسفرت عن وفاة وإصابة المئات في حادثة التدافع أثناء توزيع مساعدات إنسانية بصنعاء.

وشددت المنظمة الدولية على تقديم الجناة المشتبه بهم إلى القضاء، وتمكين الضحايا وأسرهم من الوصول إلى العدالة.

وطالبت العفو الدولية مليشيا الحوثي الامتناع على الفور عن أي شكل من أشكال التدخل في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.

وقالت المنظمة في بيان لها على موقعها الإلكتروني الخميس، "إن ما حدث في صنعاء يعد ضربة قاسية أخرى للشعب اليمني، الذي يتحمل بالفعل وطأة ثماني سنوات من الصراع المسلح، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي لا يمكنه الاستمرار في غض الطرف عن انعدام المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع".

تجويع متعمد

ومساء الأربعاء، الذي صادف 28 رمضان، توفي أكثر من 90 شخصا واصيب ما يقارب 390 اخرين من المواطنين الذين كانوا ينتظرون توزيع المساعدات من أحد التجار.

وذكرت مصادر لوكالة خبر، بان مشرفا حوثيا تسبب في كارثة قبل عيد الفطر المبارك بيوم واحد، حيث جاء ومعه مرافقون مسلحون لمنع التاجر الكبوس من توزيع زكاة الفطر على المواطنين في مدرسة معين.

وأشارت المصادر إلى أن المواطنين صرخوا في وجه المشرف الحوثي وطردوه مع مرافقيه، قبل أن يفتح مرافقوه النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة المحول الكهربائي الذي يتجمع حوله المواطنون بطلق الناري.

وتمنع مليشيا الحوثي، عبر الهيئة العامة للزكاة التي استخدمتها مؤخرا، وتخضع لسيطرتها واشرافها كليا، التجار من توزيع الصدقات على المواطنين بشكل مباشر، وتنسق مع وزارة داخلية المليشيات للتهجم ومداهمة التجار ونهب الصدقات.

وبحسب المصادر، فور تلقي المليشيا بلاغا بتوزيع التاجر الكبوس للصدقات، وجه وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي، بانزال حملة مسحلة تسببت بهذه المجزرة المؤلمة.

وسارعت المليشيا أيضا عقب المجزرة، بازالة كاميرات المراقبة في المدرسة والشوارع المحيطة بها كما هددت كل من ينشر أي صور او مقاطع فيديو حول تجمع المواطنين قبيل المجزرة او بعدها بالاعتقال.

وتتعمد المليشيا الحوثية تجويع اليمنيين، برفض صرف المرتبات لأكثر من ست سنوات، علاوة على منع تسليم الزكاة والصدقات والمعونات على المواطنين في البلاد التي يعاني ثلثا سكانها من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب تقارير دولية.

وتقوم المليشيا الحوثية بجمع كل هذه الاموال عبر هيئة الزكاة التي استحدثتها وتوزيعها على من ترغب من المنحدرين من ذات السلالة والأنشطة الخاصة بها، متجاهلة مستحقيها الاصليين.