مع تضور ملايين اليمنيين جوعاً.. فساد الأجنحة الحوثية يطفح في مالية "أبو لحوم"

تطور صراع الأجنحة الحوثية، إلى نشر غسيل فساد قيادات الصف الأول، وكيفية تسخير المنصب العام وموارد الدولة لصالحها وأقاربها، وتجّلت الصورة أكثر في مكاشفة علنية، اليوم الأربعاء 30 مارس/ آذار 2022م، كان فساد وزير المالية لحكومة المليشيا عنوانها والتفاصيل.

وفي سياق صراع الأجنحة، شن منتحل صفة رئيس تحرير صحيفة الثورة اليومية "الحكومية" الصادرة في صنعاء، عبدالرحمن الأهنومي، بسلسلة تغريدات على موقع "تويتر"، هجوما لاذعا على وزير المالية في حكومة المليشيا رشيد أبو لحوم.

وقال الأهنومي وهو قيادي بارز لدى المليشيا ومن المحسوبين على جناح القيادي المدعو "أبو محفوظ"، إن الوزير أبو لحوم "قام بإغلاق حسابات مؤسسة الثورة وتسبب في وقف صرف مستحقات العاملين التي لا تغطي الجزء اليسير من احتياجاتهم بدعوى ترتيب أوضاع الوحدات الاقتصادية".

ومع أن النهج المليشياوي يرفض صرف مرتبات جميع موظفي الدولة منذ خمس سنوات، إلا أن الاهنومي اعتبره حينما استهدف المؤسسة التي يترأسها ويستولي على مواردها "امعانا في معاناة الموظفين"، سيما و"التوقيت الحكيم لما يسميها إجراءات أنها جاءت قبل رمضان".

لم يتوقف "الاهنومي" عند هذا الحد من الهجوم، وكشف عن فساد الوزير "أبو لحوم" وكيف سخّر المناصب التي عُيّن فيها.

وأوضح الأهنومي، في سلسلة تغريدات، "اشترى أبو لحوم مزارع واستثمارات لحسابه وبعشرات الملايين من ظهر هذا الشعب الكادح وبالشراكة مع نصابين آخرين".

وأضاف "والآن يأتي ليقرصن حسابات مؤسسة الثورة التي يقتات منها الموظفون بعرق جبينهم وليس من فضل وزارة أبو لحوم الذي يحاول أن يسرق ما تورده المؤسسة من تعب الموظفين ليصرفه على نفسه ومكتبه”.

 

وتابع، ”اسألوا أبو لحوم عن كميشنات الاعفاءات الجمركية التي يصدرها لعتاولة التجار واسألوه عن المزارع والاستثمارات التي اشتراها وقولوا له من أين لك هذا! فيما يعاني موظفو الدولة الجوع والفاقة وتعثر صرف الممكن من المرتبات!".

استعار الصراع

وباتت الأجنحة الحوثية وقيادات الصف الأول تتصارع بشراسة للاستحواذ على الثروات، وكشف فساد بعضها بعضا وبمئات الملايين، وافلاتها من عقاب القانون اليمني، علاوة على عدم اكتراثها لحالة الغليان الشعبي الذي يتنامى مع نهبها للثروة وتجويعها للشعب في آن واحد، في ظل سيطرتها الكاملة على الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية، واستخدام الأخيرة في قمع الشعب الغاضب.

وأظهرت الحرب المستعرة بين الاهنومي وابولحوم حجم الفساد المهول في أروقة المرافق الحكومية وكيف تستنزف تلك القيادات موارد البلاد بمختلف الطرق.

وتجّلت صورة النهب المنظم للموارد والمال العام بتساؤل طرحه "الاهنومي" على "ابو لحوم" عن مصير 200 مليون.

وقال الاهنوني في تغريدات أخرى: ”اسألوا أبو لحوم عن مائتين مليون ريال صرفها تحت مسمى مؤتمر الاستثمار كيف صرفت ولمن صرفت".

 

وأضاف: ”قيل بأن خمسين مليون ريال شهريا يصرفها أبو لحوم تحت مسمى نثريات، وثلاثين مليون ريال تكفي لإعالة ستمائة أسرة لموظفي مؤسسة الثورة شهريا".

استغلال المنصب

واتسعت دائرة المكاشفة وامتداد الفساد إلى القطاع الإداري، وتعيين ابولحوم العديد من أقاربه وأصهاره في مناصب هامة وسيادية، بحسب "الاهنومي".

"الاهنومي"، اعتبر استغلال "ابولحوم" المنصب وتسخيره لصالح "اقاربه واصهاره وقبيلته وشلته"، تسلقا، واستغلالا. و"عارا ونكالا" عليهم جميعا، حد قوله.

وعن ما ينفقه "ابو لحوم" -يوميا- على شراء "نبتة القات" قال انه يتراوح بين 100 و150 ألف ريال، أي ما يقارب مليونا ونصف المليون شهريا.

ويعد القيادي "الاهنومي" احد المحسوبين على القيادي البارز المنحدر من محافظة صعدة، المدعو أحمد حامد والمكنى بـ"أبو محفوظ".

 

وتقول المصادر إن المليشيا تنوي الاطاحة بالوزير ابو لحوم بعد ان استخدمته ورقة في عدد من المناصب العليا بالدولة مررت عبره صفقات فساد بمليارات الريالات، سيما بعد تعيينه وزيرا للمالية.

ودفعت المليشيا بـ"الاهنومي" الذي عينته رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الثورة ورئيس تحرير يوميتها، بنشر غسيل الوزير "ابو لحوم" في واحدة من اكبر الفضائح التي تتبنى المليشيا مباشرة التشهير بصاحبها تمهيدا للاطاحة به.

وأوقف "الاهنومي"، حسابه على موقع "تويتر" بعد بضع ساعات من سلسلة تغريداته، في رسالة اعتبرها مراقبون أنها محاولة من قيادات الجناح المناوئ لامتصاص الغضب، إلا أن آخرين يرون فيها رسالة صريحة مفادها "قيادات المليشيا الحوثية لا تخشى غضب ملايين الجياع ممن تسرق اقواتهم من افواههم وتنمي بها استثمارات وعقارات لصالحها، وتستغل المنصب في خدمة الأقارب".