"صراع الاجنحة" يطيح بمحافظ مليشيا الحوثي بالضالع "تفاصيل"

كشفت مصادر مطلعة عن خلافات كبيرة جديدة عصفت بين اوساط الاجنحة الحوثية، انتهت باطاحة المحافظ المعيّن منها في محافظة الضالع، (جنوبي اليمن)، وتعيين خلفا له من مواليي "جناح صعدة".
 
واكدت مصادر مطلعة لوكالة "خبر" أن الخلافات اشتدت وتيرتها الاشهر الاخيرة الماضية، بين الاجنحة الحوثية سيما في محافظة الضالع التي يتزعم جناحها بالمحافظة "أسرة الغرباني".
 
واوضحت ان "جناح صعدة"، اطاح يوم امس الاول، بالمدعو محمد صالح الحدي المعيّن من مليشيا الحوثي محافظا للضالع، وعيّن اللواء عبداللطيف الشغدري أحد ابناء مديرية الحشا، خلفا له، بينما عيّنت "الحدي" عضوا في مجلس الشورى.
 
مصدر مسؤول ارجع ذلك إلى احتدم الصراع بين المشرف الحوثي على المحافظة المدعو "أبو أحمد حطبه" و المحافظ "الحدي"، بعد ايقاف الاخير منتصف العام الجاري لوكيل المحافظة "صادق الادريسي"، بتهمة نهب قرابة 30 مليون ريال من ايرادات المقالع الصخرية وشاحنات نقل الاحجار بالمحافظة، ومطالبته بتوريدها ضمن ايرادات المحافظة.
 
الادريسي الذي يتحصن بالمشرف "حطبة"، رد على ذلك بطريقته واتهم "الحدي" باستيلاءه على مخصصاته ومستحقاته، في شكوى قدمتها للمشرف "حطبه" بعد اسابيع على احتدام التوتر واستدعائاتهما من المحكمة الابتدائية بدمت للتحقيق في كلتا التهمتين وتقديم ادلة كل منها. 
 
والادريسي محسوب على المشرف "حطبه" المنحدر من محافظة عمران والمحسوب على "جناح صعدة"، فيما المحافظ الحدي محسوب على الجناح الاخر ويمثله عضو مجلس الشورى اللواء مسعد قايد الغرباني، الذي تربطهما ببعض صداقة متينة منذ سبعينيات القرن الماضي، وكليهما ينحدران من مديرية دمت بذات المحافظة، وتوفي الاخير مطلع الاسبوع الجاري إثر مرض عضال. 
 
ويعتبر الغرباني الرجل الاول في المحافظة، في حين كان نجله العميد هشام الغرباني يتولى منصب المشرف الامني والعسكري الاول بالمحافظة بالنسبة للحوثيين منذ سيطرتهم على المنظقة وحتى مقتله في معارك جنوبي دمت اواخر نوفمبر 2018م.
 
وكانت قد وِجهت اتهامات مباشرة للمليشيا بتصفيته "الغرباني الابن" من الخلف خشية بسط نفوذه ووالده، وفقا لمصادر محلية متعددة، ثم استقدمت القيادي "أبو أحمد حطبه" من محافظة عمران، وعيّنته مشرفا على المحافظة وأولته مهمة تفكيك ولاءات "جناح الغرباني" بعد ضغط الاخير على الحوثيين بعد مقتل نجله، بتعيين "الحدي" محافظا للمحافظة. 
 
وجاء قرار الاطاحة عقب مرثية الحدي، وصف فيها رحيل "اللواء الغرباني" بخسارة للدور الكبير الذي كان يلعبه في تقارب وجهات النظر وحل الخلافات - يقصد خلافاته مع الحوثيين-. موضحا انه خلال زيارة الغرباني له الى مقر عمله قبل يوم واحد من وفاته، شاطره الكثير من الهموم دون ان يدرك ان ذلك كان وداعه الاخير. 
 
وتفيد مصادر متعددة بانه منذ تعيين "الحدي" محافظا، سارع "حطبه" بتهميشه، ووجه -شفهيا- مدراء العموم بالمحافظة بعدم تنفيذ اي توجيهات لا تحمل تزكيته في مقدمتها التوجيه بصرف مبالغ مالية من ايرادات المحافظة تحت اي بند او مبرر، وهي ابرز صراعات الطرفين الخفية والمتكررة.
 
واستغل "حطبه" نفوذه لنهب مئات الملايين من ايرادات المقالع وشاحنات نقل الاحجار وجبايات تفرض على التجار تحت مسميات "مجهود حربي، دعم فعاليات وانشطة، احياء امسيات..الخ".
 
وركزت المليشيا الحوثية على افتعال خلافات وصراعات بين ابناء قبائل المنطقة لتبرر لنفسها استقدام قيادات من خارجهت وتوليهم مناصب هامة مدنية وامنية وعسكرية تضمن لها الانفراد التام بصناعة القرار.