مسؤول أمريكي: شخصيات كانت محورية في المصالحة اليمنية قُتلت في "هجوم صنعاء" (مترجم)

في بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، قال مسؤول إن "شخصيات كانت محورية في عملية المصالحة اليمنية قتلت في الهجوم على قاعة عزاء "آل الرويشان" بصنعاء في الـ8 من الشهر الجاري.

وفي واحدة وصفت بأنها "من أقوى إدانات واشنطن بسبب الهجمات الجوية التي استهدفت قاعة عزاء مكتظة بالمعزين في العاصمة اليمنية"، وصف مسؤول أمريكى رفيع المستوى، الهجوم بأنه عمل "فظيع" و"من الصعب جداً استساغته".

وأدلى مسؤول ثانٍ في إفادة للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف بتوضيح، أن جميع المساعدات الأمريكية لقوات التحالف التي تقودها السعودية، تخضع للمراجعة. وقال، إن هذا يشمل المعلومات الاستخباراتية واللوجستية والتزود بالوقود، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

وحذر البيت الأبيض، من أنه سوف يراجع وقد يقلص دعمه للتحالف بقيادة السعودية في اليمن بعد غارة جوية أدت إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، أثناء تقديمه إحاطة للصحفيين حول سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن: إن "الهجوم على مجلس عزاء، من الصعب جداً استساغته.. إن هذا فظيع للغاية".

وقال المسؤول الأمريكي الثاني: "نعتقد أنه لم يكن هناك مبرر على الإطلاق لمثل تلك الغارة... يتضاءل بجوارها كل ما حدث من قبل... ونتيجة لذلك، كانت هناك عواقب من بينها أننا احتجنا لإعادة النظر في مساعدتنا للتحالف بالكامل".

وقال المسؤول الأول: "قتلت في الهجوم شخصيات كانت محورية في عملية المصالحة... هذا أمر مؤسف.. من الصعب تعويض مثل هؤلاء. هناك الكثير من المتعصبين في كل أطراف هذا الصراع. ولذلك... سنفتقد، بشدة، من هم مستعدون لقبول الحلول الوسط والعمل على تقديم تنازلات".

وكان العزاء لوالد وزير الداخلية، جلال الرويشان، الذي توفي لأسباب طبيعية. ويقول اليمنيون إن أسرة الرويشان محترمة على نطاق واسع ولها علاقات جيدة مع العديد من الجماعات والقبائل في كل الأطياف السياسية في اليمن.

والسبت، نشرت وكالة "واس" السعودية الرسمية، بياناً باسم "التحالف" قالت فيه، إن فريق تقييم الحوادث أكد أن قصف صالة العزاء بصنعاء جاء بسبب معلومات خاطئة من رئاسة "الأركان اليمنية" التابعة لـ هادي برئاسة المقدشي".

وطالب الفريق "بمراجعة قواعد الاشتباك، ويوصون بإجراءات قانونية ضد المتسببين وتعويض القتلى، وأن مركز توجيه العمليات في اليمن أجاز الغارة دون إذن قيادة التحالف".

في السياق، قال وكيل وزارة الصحة اليمنية، الدكتور ناصر العرجلي، لوكالة "خبر" السبت، 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، إن أكثر من 28 ألف شخص سقطوا ضحايا جراء الاستهداف الجوي لصالات وأعراس وأسواق ومنازل في مختلف مناطق اليمن، وذلك في رد له عبر الهاتف على سؤال للمحرر بشأن الاعتراف السعودي.

واتهم الدكتور العرجلي، "العدوان السعودي بأنه وراء كل الجرائم التي ارتُكبت في عبس حجة والحديدة وسنبان وفج عطان بصنعاء، وتعد جميعها جرائم إبادة جماعية".

من جانبه علق الكاتب والخبير السياسي وكبير محرري صحيفة The American Conservative دانيال لاريسون حول البيان السعودي بقوله، إنهم "عملوا ذلك عن قصد".

وقال: "حتى لو أنهم استهدفوا مجلس عزاء عن طريق الخطأ، فإنه لا يزال جريمة حرب. ولكن، من الواضح أنهم فعلوا ذلك عن قصد". مبدياً استغرابه في أن "السعوديين يقصفون هدفاً مدنياً ثم يقولون ليس لنا علاقة بذلك، وبعدها يقولون نحن سوف نحقق، وأخيراً اعترفوا، ولكن: ليس خطأنا!".