قال هناك عشرة رؤساء في البلاد وحذر من انتكاسة المبادرة ..

دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي مجلسي النواب "البرلمان" ومجلس الوزراء إلى تغليب المصلحة الوطنية للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة والعمل بروح الفريق الواحد وليس لحساب أحزاب أو أشخاص، محذراً الجميع من أي نكوص في تنفيذ المبادرة الخليجية والتي قال أنها ستكون نتائجها كارثية وأن الجميع سيدفع الثمن . وكان البرلمان شهد خلال الفترة القليلة الماضية أزمة بسبب انسحاب كتلة اللقاء المشترك من جلساته مطالبين بانتخاب رئاسة جديدة للمجلس وذلك في إطار الضغوط التي تمارسها تلك الأحزاب لتحقيق مكاسب في الجهاز الإداري والتشريعي والرقابة للدولة في إطار عمليات الاقصاء والاستحواذ التي تمارسها منذ بدء تطبيق المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية في البلاد . وقال الرئيس هادي خلال ترأسه اليوم اجتماعاً استثنائياً ضم رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي وأعضاء الكتل البرلمانية ورئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة في دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء ، " أن على القوى السياسية مجتمعة توخي الموضوعية في أدائها وتغلب مصلحة الشعب اليمني وخروجه من الأزمة فوق كل المصالح الضيقة والشخصية والجهوية حتى نستطيع استعاده الحياة الطبيعية وتلافي التداعيات الكارثية التي تركتها الأزمة المشتعلة مطلع العام ٢٠١١م . وأضاف : " مجلس النواب ومجلس الوزراء اليوم يجب أن يعملون بروح الفريق الواحد وليس لحساب أحزاب أو أشخاص أو جهات بعينها ووفقاً لما حددته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن رقم ٢٠١٤ و٢٠٥١ ، والمجلسين يستمدا شرعية الأداء في ترجمة التسوية السياسية التاريخية في اليمن على أساس مقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وهذا هو برنامج العمل السياسي وليس هناك أي برنامج آخر " . وأشار الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى أن المبادرة الخليجية كانت المنقذ والمخرج الوحيد للأزمة في البلاد التي كانت على شفير حرب وتمزق وتشظي ، ولهذا جاءت المبادرة الخليجية ومضت عجلة التغيير وفقاً لذلك باعتبار أنه لا يوجد طريق آخر لحل الأزمة ، وعلى الجميع الاطلاع على المبادرة باستمرار كي يفهموا نصوصها ويعملون وفقها . وأكد الرئيس هادي أن المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية فوق الدستور , رافضاً المطالب التي تريد انتخاب هيئة رئاسة جديدة للبرلمان ، قائلاً : " لا يمكن تقاسم مناصب هيئة رئاسة المجلس ، ومسألة استدعاء الوزراء إلى المجلس لمساءلتهم أمر ملغي " وفقاً لما ذكره مصدر برلماني لوكالة "خبر " للأنباء . وأضاف : " هناك 85 بالمائة من الشعب مع التغيير والباقيين عبارة عن أصحاب مصالح ولدي الاستعداد بكشف أصحاب المصالح للشعب ".. داعياً نائبي رئاسة المجلس حمير الأحمر ومحمد الشدادي الالتزام بجلسات المجلس كونه أهم من جلسات الحوار الوطني . ونقل المصدر البرلماني عن الرئيس هادي قوله : " هناك عشرة رؤساء لليمن تصنفهم القنوات الفضائية " ، مشدداً على أعضاء البرلمان بأن يتعاملون مع وزراء حكومة الوفاق بعيداً عن الولاءات الحزبية ، قائلاً : " اللي مش عاجبه هذا الكلام يخرج من الباب " وهي العبارة ذاتها التي كررها في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الـ 18 من شهر مارس الماضي. ونبه الرئيس إلى أنه يجب أن يكون الجميع مشدودين بقوة الضمير الوطني والعملي وليس لحسابات أخرى أو تحريضات من هنا أو هناك أو اتصالات هذا أو ذاك ونحن نعرف الكثير مما يجري على هذا النحو ونريد أن نلمس التعاون البناء والعمل الصادق والمخلص من أجل الوطن وأمنه واستقراره وهناك من لا يريد خروج اليمن إلى بر الأمان من أجل مصالح خاصة أنانية تغلب نفسها على مصلحة الشعب. وخاطب الرئيس الجميع قائلاً " اليمن يمر بظرف استثنائي خطير إذا لم تنتبهوا وتغلبوا مصلحته فوق المصالح الخاصة والأنانية قد تكون هناك عواقب وخيمة ولا يستطيع أحد تداركها ويجب على مجلس النواب ومجلس الوزراء أن يكونوا حذرين من تلك العناصر التي لا تريد إلا مصالحها ويجب على الجميع دعم الحوار الوطني والعمل من أجل انجاحه بكل السبل وجعل مخرجاته محل اهتمام وانتظار الجميع وعلى الجميع أن لا يجعلوا حضورهم إلى الحوار خصوصاً في مجلس النواب على حساب جلسات المجلس نحن والعالم معنا يدعمنا علي المستوى الاقليمي والوطني وخمسة وثمانين في المائة وربما أكثر من أبناء الشعب اليمني وجماهيره العريضة يريدون الخروج من الأزمة ويتطلعون إلى المستقبل الأفضل ويلحقون قطار القرن الواحد والعشرين إذا ما فكر الجميع بمصلحة اليمن العليا وخروجه من الأزمة والظروف الصعبة سيتحقق ما نتطلع إليه وإذا ما فكروا بالارتباط الحزبي أو الجهوي أو الشخصي أو القبلي فان ذلك سيعطل المسير ". وأشار الرئيس إلى أن المرجعية في أي خلاف سواء في مجلس النواب أو الحكومة أو الشورى يجب أن تعود إلى رئيس الجمهورية وما يتم التوافق عليه فعلى بركة الله وعلى المجلس أن يلتئم من يوم غد وبالتوفيق والنجاح إن شاء الله ولا مكان للمصالح الحزبية أو الشخصية في تصرفات أو عمل أي عضو وعلى الجميع أن لا يفكروا كيف وصلوا إلى المجلس بل ينصب التفكير كيف نخرج اليمن إلى بر الأمان. وحول استدعاء النواب للوزير هذا أو ذاك ، وجه الرئيس بقراره إلغاء هذا التصرف لأننا نسير في مرحلة استثنائية وما جاء من وزير الشؤون القانونية ملغي وما جاء من مجلس النواب في هذا الخصوص ملغي أيضاً وعلى الجميع التوجه إلى الأمام وإغلاق صفحة الماضي. واعتبر الرئيس أن المراحل الصعبة قد تم تجاوزها والتحديات الماثلة لا بد من تجاوزها وذلك بوحدة الصف والكلمة والعمل الوطني الجاد والمخلص. واستطرد قائلاً " الجيش اليوم غيره بالأمس موحد بعد إعادة الهيكلة والأمن أيضاً اليوم غيره بالأمس أصبح موحداً وبات قريباً من التشكل الجديد على أساس النظام والقانون والعدالة والمساواة " ، ودعا الرئيس الصحافة بكل مكوناتها إلى توخي الدقة والأمانة في أداء مهامها وتغليب مصلحة الوطن والإنسان اليمني على المصالح الخاصة والابتعاد عن تزوير الحقائق الناتج عن عقلية المماحكة والمكايدة.