يوراسيو ريفيو: على ترامب أن يتعظ من حرب فيتنام قبل أن يقع في الفخ السعودي ومستنقع اليمن

بعد عامين من الهجمات العشوائية والجرائم الوحشية الدموية التي ارتكبت بحق اليمن الفقير، أصبح الحكام السعوديون الآن على وشك جر الولايات المتحدة أعمق في الصراع اليمني مع هجومهم المخطط على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون وحلفاؤهم والذي يعتبر حاليا المكان الرئيسي لتدفق المساعدات الدولية إلى السكان الجوعى المحاصرين. وإذا نجح السعوديون في إقناع ترامب على غزوهم، فمن المؤكد أنهم سيحولون الوضع المأساوي في اليمن إلى كارثة كبرى، على الرغم من حملتهم الدعائية التي يبيعونها لمنظمات الإغاثة والمجتمع العالمي بأنه عمل خيري.

 

ويعد الهجوم الوشيك على الحديدة، الذى يبدو أنه تلقى موافقة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس فى جولته الأخيرة للمنطقة، جزءا من حملة واسعة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين لصالح التحالف بقيادة السعودية - ودميهم الذين يقبعون في المنفى.

 

ومن الواضح أن الحملة للاستيلاء على الحديدة ليست سوى الخطوة الأولى التي تمهد إلى صنعاء الواقعة على مسافة 300 كيلومتر. والنتيجة المباشرة لهذه الحملة هي تعرض حياة نحو 7 ملايين مدني يمني لخطر شديد، ومما لاشك أن الحوثيين وحلفاءهم اليمنيين سوف يقاومون بصرامة ضد الغزاة. إن التاريخ الطويل للصراعات الإقليمية والسياسية بين البلدين، هو طابع كاريكاتوري من قبل السعوديين وقوة حمايتهم الأمريكية لتصوير الصراع الحالي على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

 

لكن كما يقول المثل: "الحقيقة هي أول ضحية عندما تعلن الحرب"..

 

وفيما يتعلق بمشاركة الولايات المتحدة التي تقتصر حاليا على الغارات الجوية والحرب السرية ضد تنظيم القاعدة في اليمن وتقديم الدعم اللوجستي لحملة الحرب السعودية، فإن عملية الاستيلاء على ميناء الحديدة ستحتاج بالتأكيد إلى مستوى جديد من التزام القوات الأمريكية التي قد تؤدي إلى هجمات مضادة ضد القوات الأمريكية، وبالتالي تخرج عن نطاق السيطرة.

 

إن أمركة الصراع اليمني، الذي يدافع عنه وزير الدفاع ماتيس، يحمل مخاطر كبيرة على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وخاصة في العراق، حيث ترتفع المشاعر المؤيدة للحوثيين بين الشيعة العراقيين. حتى بدون ذلك، فإن الولايات المتحدة تتعرض لخطر مثل هذه الردود الهائلة، وستكون غارقة في مستنقع اليمن، والتي لا يمكن أن تنتهي إلا من خلال المفاوضات السياسية.

 

ومع ذلك، وبدلا من التفاوض الحكيم، حدد السعوديون الآن نظرتهم على زيارة ترامب المخطط لها، على أمل إقناع ترامب باستخدام هذه المناسبة لكبح البوق الإيرانية، والموافقة على دعمهم في خطتهم الوهمية "إعادة توحيد اليمن" تحت أيدي الميليشيات الموالية للسعودية برئاسة الرئيس السابق منصور هادي. في الواقع، لا شك أن الحوثيين وحلفاءهم سوف ينتقمون من خلال شن المزيد من الهجمات الصاروخية داخل المملكة العربية السعودية، مما يجعل الحرب على السعوديين أنفسهم.

 

حرب اليمن الآن لديها أوجه تشابه تاريخية قوية مع حرب فيتنام سابقا، وتستحق المراجعة من قبل إدارة ترامب قبل أن تقع في الفخ السعودي. يجب على ماتيس وترامب أن يستمعا إلى حث الأمم المتحدة على مثل هذا الهجوم الذي لن يبدد سوى جهود الحرب على الإرهاب ويفيد تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة في أجزاء من اليمن اليوم.

 

المصدر: مجلة "يوراسيو ريفيو" الامريكية