بفضل التدخل البريطاني الأمريكي تنظيم القاعدة يمتلك دولة صغيرة في اليمن
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية (الجمعة 15 أبريل/نيسان 2015)، مقالاً للصحفي البريطاني الشهير، باتريك كوكبيرن، ألقى اللوم على التدخل البريطاني والأمريكي في اليمن، مما سببا "عراقاً" و"داعشاً" من جديد.
وقال الصحفي كوكبيرن، إن القاعدة شكل دويلة خاصة به، وذلك بفضل التدخل البريطاني والأمريكي. مبيناً أننا نشهد داعش والعراق من جديد في اليمن.
ولفت، أنه كما حدث مراراً وتكراراً منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فشلت الولايات المتحدة ودول مثل بريطانيا في مكافحة الإرهاب، لأنها أعطت الأولوية للحفاظ على تحالفهم مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
وأضاف: هاهم مرة أخرى يفعلون ذلك، الولايات المتحدة وبريطانيا والحلفاء الإقليميون بقيادة السعودية تتدخل في بلد آخر، وهذه المرة بنتائج كارثية. فبدلاً من تحقيق أهدافهم كانت النتيجية حالة من الفوضى، وتدمير حياة الملايين من الناس، وخلق ظروف مثالية للحركات السلفية الجهادية مثل داعش والقاعدة.
يتابع الصحفي كوكبيرن: الفشل الأخير في الحرب على الإرهاب جاء من اليمن، حيث تدخلت المملكة العربية السعودية وتحالف من الدول السنية في حرب أهلية في مارس 2015.
أشار كوكبيرن، في مقاله بصحيفة "الإندبندنت"، أن التدخل السعودي المدعوم من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا في اليمن، زاد الوضع أسوأ بكثير. كانت الحملة التي تقودها السعودية وغاراتها الجوية على مدى عام من المفترض أن تستعيد فرض حكم الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، الذي كان قد هرب إلى المملكة العربية السعودية بحكومته المختلة وغير منتخبة. واستمر القصف (لاهوادة فيه) على مدى عام، رغم أنه حقق نجاحاً قليلاً، لكن لم يتمكنوا من السيطرة على العاصمة صنعاء.
وأوضح الصحفي البريطاني، أن الفائز الحقيقي في هذه الحرب هو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (القاعدة في جزيرة العرب) الذي استفاد من انهيار الحكومة المركزية وخلق دويلته الخاصة تمتد الآن إلى 340 ميلاً - أطول من المسافة من لندن إلى ادنبره - على طول الساحل الجنوبي من اليمن. القاعدة في جزيرة العرب، الذي وصفته وكالة المخابرات المركزية ذات مرة أنه الأخطر في العالم، اليوم صار لدى التنظيم عائدات ودخل من الضرائب!
وكشف أن العالم الخارجي لم يلاحظ توسع القاعدة بسرعة وشكل دويلة خاصة به في اليمن في 2015/16، تماماً كما فعل داعش في غرب العراق وشرق سوريا في 2013/14.
ولفت إلى وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما تنظيم داعش، في وقت مبكر من العام الماضي - الذي كان قد بدأ بتحقيق تقدم مذهل - بأنه مثل فريق كرة سلة مبتدئ يأمل خوض البطولات الكبرى. وبالمثل في اليمن، أساءت الحكومتان، الأميركية والبريطانية، تقدير الدرجة التي سوف يستفيد القاعدة في جزيرة العرب من عملية عاصفة الحزم، وسوء اختيار السعودية لاسم التدخل العسكري التي أثبتت أنها غير حاسمة.
يقول الصحفي كوكبيرن، إن التدخل السعودي، حوّل الأزمة في اليمن إلى كارثة. ومن المعروف أن 6427 شخصاً لقوا حتفهم في القتال، ولكن هذه ليست سوى أرقام الضحايا التي أصدرتها السلطات الصحية. فمنذ أن قالت الأمم المتحدة إن 14.1 مليون من اليمنيين، أي 54 في المائة من السكان، لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية، وهذا من المرجح أن يكون عدد الضحايا أعلى بكثير ممّا أصدرته السلطات الصحية.
وحتى قبل الحرب، كان اليمن أفقر دولة عربية، لكن الآن وبعد تدخل التحالف، فإن شعبها يتضور جوعاً. وتقدر منظمة أوكسفام أن 82 في المائة من سكان اليمن البالغ عددهم 21 مليون نسمة في حاجة إلى مساعدات إنسانية.
مشيراً أن الكارثة ليست إنسانية، بل سياسية، ولن تؤثر على اليمن فحسب. فقد نشّط التدخل الأجنبي في العراق وليبيا وسوريا وأفغانستان، الفصائل المحلية مما جعلها وكلاء للقوى الخارجية.
المملكة العربية السعودية تصور الحوثيين كوكلاء إيران، رغم شحة الأدلة على ذلك، لذلك يتم رسم اليمن بأنها مواجهة إقليمية بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وختم الصحفي كوكبيرن مقاله موضحاً أن النقطة المهمة هي أن القاعدة يتوسع بشكل سريع، ليس بسب قوته الذاتية، لكن بسبب أن خصومه أصبحوا أكثر ضعفاً.
فالقنوات والوسائل الممولة سعودياً وخليجياً كثيراً ما تشير أن قوات الرئيس هادي تسيطر على مناطق، لكن في الحقيقة، الحكومة المنفية لاتزال في السعودية. وعلى الرغم سيطرتها على ميناء عدن في الصيف الماضي، لكن مسئوليها الكبار الذين يقبعون هناك لايتجرؤون على مغادرة أماكنهم المحصنة بالدفاعات والحراسة القوية والخروج أو الدخول إلا بالهليوكوبتر.