الحوثيون يضيقون على الأعراس ويفرضون قيوداً صارمة

الصورة ارشيفية

فرضت مليشيا الحوثي قيودًا مشددة جديدة على حفلات الأعراس في العاصمة المختطفة صنعاء، في خطوة عدّها مراقبون استمرارًا لمسلسل التضييق على المواطنين ومحاولة لطمس مظاهر الفرح والموروث الشعبي اليمني.

وتداول ناشطون وثيقة رسمية صادرة عن "الإدارة العامة للعمليات" التابعة للمليشيا، موجهة إلى مدير أمن العاصمة ومديري عموم المديريات، تقضي بمنع استخدام مكبرات الصوت الخارجية في الشوارع أثناء الأعراس، وحصر الصوت على السماعات الداخلية داخل قاعات المناسبات، مع إلزام ملاك القاعات بإغلاقها قبل الساعة العاشرة مساء، بدءًا من يوم الأحد، بزعم الحد من "الإزعاج" واستجابة لما وصفته الوثيقة بـ"المطالبات المجتمعية المتكررة".

وتضمن التعميم الحوثي أيضاً حظر تأجير القاعات لما بعد العاشرة ليلاً، والتشديد على الجهات المعنية بتنفيذ القرار. في انتهاك صارخ للقانون والحريات ومحاولة للتضييق على المجتمع.

انتقد الناشط وليد العمري القرار، متسائلًا: "إذا كانت هذه التوجيهات استجابة للمطالبات المجتمعية، فهل ستُطبق أيضًا على سيارات عناصر الجماعة التي تجوب الشوارع كل يوم جمعة تبث الزوامل والشعارات والخطابات بمكبرات الصوت المرتفعة؟ وماذا عن مكبرات الصوت في مآذن المساجد التي تردد (حسبنا الله ونعم الوكيل) من الخامسة والنصف عصرًا حتى المغرب، وفي بعض المساجد قبل الفجر بنصف ساعة وبعده، رغم قربها من المستشفيات في ظل معاناة المرضى وكبار السن؟".

وأضاف العمري: هل يشمل القرار كل مظاهر الإزعاج فعلاً؟ أم أنه محصور فيما ينزعج منه فئة "المؤمنين الأولياء" فقط، في إشارة إلى ازدواجية قرار المليشيا.

وأشار إلى أن الأعراس الشعبية اليمنية تُقام بهذه الطريقة منذ عشرات السنين، وأن الأصوات التي يجب أن تُمنع فعلًا هي تلك الخارجة من مكبرات سيارات الجماعة التي تجوب الشوارع وتركن في الجولات والأسواق يومياً.

ويرى مراقبون أن القرار يأتي ضمن مساعي المليشيا لفرض سلوكها المتشدد وطمس العادات والتقاليد والهوية اليمنية الأصيلة، وإحلال ثقافة دخيلة على المجتمع.