مفاوضات صنعاء والرياض: السعودية تبحث عن مخرج وسؤال حول مصير هادي
يكتب بروس ريدل، الكاتب والمحلل الأمريكي المعروف والمهتم بقضايا الخليج العربي والجزيرة، وهو مدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز، في المونيتور الأمريكية، يوم 10 مارس/ آذار 2016، تحت عنوان "هل سيكون هناك سلام في اليمن؟"، حول مؤشرات بدء تفاوض ثنائي بين صنعاء والرياض أو السعودية والحوثيين، الأمر الذي انعكس على تراجع حدة القتال عبر الحدود والغارات الجوية.
ويؤكد ريدل، أن هناك "مفسدين كثيرين" في الجانبين صنعاء والرياض، ليس من مصلحتهم إنهاء الصراع والعنف. موضحاً حاجة المملكة للخروج من دوامة عام من الحرب والمضي في الطريق الصحيح "التفاوض الودي". مشدداً على أن الولايات المتحدة لديها أساب كثيرة وكافية لإنهاء الحرب، بالتوازي مع توسع خطر داعش والقاعدة في اليمن. فيما تتمتع إيران بمتابعة السعوديين يتورطون في اليمن.
- القصة الكاملة لـ «المفاوضات المباشرة» على الحدود اليمنية السعودية
يكتب بروس ريدل: يبدو أن المملكة العربية السعودية، الآن، تبحث عن وسيلة لإنهاء ما يقرب من سنة من الحرب في اليمن. ويبدو أن الرياض باتت في حاجة إلى إيجاد تسوية مع الحوثيين، ولكن الطريق إلى سلام دائم ليس سهلاً، بل هو "صعب جداً"..
مضيفاً: "بعد وساطة هادئة من سلطنة عمان، وافقت المملكة العربية السعودية على زيارة للرياض من قبل اثنين من كبار ممثلي الحوثي هذا الأسبوع، وفقاً لتقارير صحفية، ويقود محمد عبد السلام، الناطق باسم الجماعة، الوفد".
- مفاوضات يمنية - سعودية.. قطع "الشكّ" بـ "يقين" مُقَرَّبٍ من صالح
ويلاحظ الكاتب، أيضاً، أنه وبالتزامن مع المحادثات أو كنتيجة لها، أصبحت الحرب أقل تصاعداً، الضربات الجوية من قبل سلاح الجو الملكي السعودي تبدو أقل تواتراً بكثير.. والاشتباكات على الحدود اليمنية السعودية أقل كثافة.. وتبادل محدود للأسرى قد حدثت.
مضيفاً: "الحوثيون يقولون إنهم ما زالوا في مواجهة "العدوان السعودي الأمريكي".. ولكن، كما يبدو، فإن المعارك باتت بطيئة. ليس هناك وقف لإطلاق النار واسع، ولكن هناك عدد أقل من الاستفزازات، على الأقل في الوقت الراهن".
يتابع بروس ريدل: "هناك حاجة ماسة إلى الهدوء. عانت محافظات الحدود السعودية على طول الحدود الشمالية لليمن، بشدة، من المدفعية وإطلاق الصواريخ والحرب عبر الحدود إلى المملكة".
- المفاوضات السعودية اليمنية تبدأ من الحدود (تفاصيل)
وتقدر الأمم المتحدة، أن 2.4 مليون من اليمنيين هجروا قسراً من منازلهم. ونصف مليون نازح داخلياً هم من مدينة تعز، التي كانت تحت حصار الحوثيين لعدة أشهر. ربع مليون آخرون فقدوا منازلهم في صنعاء جراء القصف هناك. فقد معقل الحوثيين في صعدة ربع مليون آخرين. الغذاء والماء والدواء ونقص في المعروض، والأمور تزداد سوءاً.
وكما يؤكد ريدل لا تزال "الفجوة بين الجانبين واسعة" حول عدد كبير من القضايا الخلافية.
ويطرح سؤالاً آخر هو، ما إذا كان سيتم إعادة تثبيت عبد ربه منصور هادي في صنعاء، باعتبار هذا الشعار رفع كهدف للعملية العسكرية قبل عام.
مشيراً، أن "هادي له سيطرة ضعيفة في عدن، حيث الاغتيالات والتفجيرات المتكررة".
ورغم الدعم الكبير الذي توفر له، ومع ذلك "لقد أثبت أنه زعيم ضعيف"، وفقاً للكاتب.
- تسليم ضابط سعودي عبر الحدود مع اليمن (تفاصيل)
يضيف بروس ريدل: قد يكون الحل في "نوع من حكومة وحدة وطنية، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل" (..) إبقاف طويل للقتال قد يكون هو الخطوة التالية الأكثر واقعية، ولكن سيكون من الأفضل بكثير أن يكون ذلك منصوصاً عليه في اتفاق هدنة رسمي لا مجرد تكهنات غامضة. ومن شأن وقف إطلاق النار، وبالضرورة، رفع الحصار والقيود المفروضة على إمدادات الإغاثة إلى البلاد.
- مصدر في مكتب الرئيس صالح (تصريح)
من مصلحة السعودية، كما يؤكد ريدل، المضي في محادثات ودية بدلاً من تصعيد الحرب.
وفي هذا الإطار يلفت ريدل إلى أن "هناك الكثير من المفسدين يحرصون على منع أي تحرك في اتجاه وقف تصعيد الحرب".
- 6 أسباب وراء "انخراط السعودية في مفاوضات مع الحوثيين" بحسب عبدالباري عطوان
مشيراً، إلى أن كلاً من تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لديهما القدرة على التسبب في الفوضى.
متابعاً: "هناك، بلا شك، بعض في كلا الجانبين في الرياض وصنعاء من الذين ليسوا حريصين على وقف العنف".
وبرأيه أيضاً، "إيران تتمتع بمشاهدة المملكة العربية السعودية وهي تتورط في اليمن، والبعض في طهران يريد، بلا شك، تعميق المستنقع للمملكة".
- أوباما: حلفاؤنا يجروننا إلى حرب طائفية في اليمن (ترجمة)
ويضيف الكاتب، أن "الولايات المتحدة لديها كل الأسباب التي تحملها لإنهاء هذه الحرب التي تستنزف الموارد عن المعركة الأبرز في سوريا والعراق. كما أن التوترات الطائفية هي وقود صراع إقليمي بالوكالة بين السعودية وإيران".
يضاف إلى ذلك، تنغيص جيل من اليمنيين وتحريضهم على كراهية الأمريكيين لتسليح الولايات المتحدة حملة القصف السعودية".
ويختم بالقول، إن "فرص التوصل إلى تسوية في اليمن لا تزال ضئيلة، ولكن يجب على واشنطن أن توفر دعماً وراء هذا الجهد".