85 ألف طفل ضحايا الجوع: أزمة اليمن تتجاوز غزة بكثير.. بينما يتجاهلها العالم

يعيش اليمن واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث يُقدّر أن 85 ألف طفل دون الخامسة لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية منذ اندلاع الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي عام 2014. هذه الأزمة، التي تفوق بكثير معاناة غزة، ما تزال غائبة عن اهتمام المجتمع الدولي.

كشف مصدر يمني مناوئ للحوثيين لوكالة "أسوشيتد برس"، أنه "بينما تركز الأضواء على غزة التي يعاني سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، يفرض الحوثيون حصارًا على 20 مليون يمني. الجوع هنا ليس أثرًا جانبيًا للحرب، بل أداة ممنهجة للقهر والابتزاز".

فمنذ استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء عام 2014، دخل اليمن في حرب طاحنة مع التحالف الذي تقوده السعودية. وبعد هدنة قصيرة عام 2022، اندلعت المواجهات مجددًا أواخر 2023 عندما انخرط الحوثيون في الصراع الذي يزعمون أنه ضد إسرائيل، مما زاد الأوضاع سوءًا.

أطفال يموتون بصمت

ذكرت تقديرات "أنقذوا الأطفال" أن 85 ألف طفل ماتوا جوعًا بين 2014-2018 بسبب منع الحوثيين العلاج.

وأشار تقرير لليونيسف (أغسطس 2024) إلى ارتفاع بنسبة 34% في سوء التغذية الحاد لدى الأطفال غربي اليمن، مع تضرر 600 ألف طفل بينهم 120 ألفًا في خطر مميت. فيما 223 ألف امرأة حامل ومرضعة عانين من سوء التغذية العام الماضي.

ازدواجية خطاب الحوثيين

وبينما يندّد زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي بـ"جوع غزة"، يتجاهل تمامًا مجاعة اليمن. وتتهم منظمات الإغاثة الحوثيين بمصادرة المساعدات وتحويلها لتمويل الحرب، وفرض ضرائب على الواردات الإنسانية، وتجنيد الأطفال واستغلال الأزمة لتعزيز نفوذ إيران.

صوت للضحايا في عالم صامت

رغم أن الملايين يواجهون الموت البطيء، تبقى أزمة اليمن الأكثر تهميشًا إعلاميًا وسياسيًا. يقول المصدر اليمني: "هذه مأساة إنسانية بامتياز، صنعتها قرارات سياسية لتحويل اليمن إلى ساحة نفوذ. حان وقت تحرك العالم قبل أن يتحول الخبز إلى سلاح حرب".