عدن: متشددون يعبثون بمقبرة المسيحيين
تعرضت مقبرة "المسيحيين" الواقعة في الأطراف الجنوبية من مديرية المعلا بمدينة عدن، للتدمير والتخريب والعبث من قبل متشددين.
وقالت مصادر محلية لـ"خبر": إن عناصر تنظيم القاعدة قاموا بطمس القبور وهدمها وإزالة العلامات التسلسلية من الأضرحة، ونبش بعضها، وتكسير أعمدتها على الأرض.
وكانت وكالة فيديس الفاتيكانية، ذكرت أن كنيسة الحبل بلا دنس الكاثوليكية في مدينة عدن، تعرضت لقصف من قبل طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ما ألحق بها أضراراً جسيمة، لكنها لم تُدمّر بالكامل.
وتحدثت مصادر إعلامية، أن عناصر مسلحة من تنظيم القاعدة اقتحمت، الجمعة 31 يوليو/تموز، كنيسة البنجسار الكاثوليكية في التواهي بمدينة عدن، والتي يعود بناؤها إلى منتصف القرن الماضي.
وأضافت المصادر، أن محتويات الكنيسة تعرضت للنهب من قبل المقتحمين، دون أن تشير المصادر إلى حقيقة ما إذا كان المسلحون قد انسحبوا من الكنيسة أم لا يزالون فيها.
وكان أقدم متشددون يتبعون تنظيم القاعدة على هدم معلم إسلامي في الحوطة "عاصمة محافظة لحج في 28 يناير العام الماضي. وهو عبارة عن ضريح يعود للعالم الجليل سفيان بن عبدالله، حيث قام متشددون كانوا على متن نحو 30 دراجة نارية بهدم المعلم الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 800 عام ونبش القبر وتسوية القبة وملحقاتها بالأرض.
وتذكر كتب التاريخ والتراجم عن صاحب القبر، سفيان بن عبدالله، أنه "كان عالماً ورعاً ومجاهداً شجاعاً قاتل الفرنجة في دمياط بمصر، وكان ضمن الجيش الذي دخل بيت المقدس بصحبة صلاح الدين الأيوبي، ويعود نسبه للإمام جعفر الصادق والذي توفي سنة 612 هجرية.
وتتعرض بعض الأضرحة في مدينة المكلا بحضرموت للهدم والنبش والتخريب منذ سيطرة تنظيم القاعدة على المدينة اواخر أبريل الماضي.
واعتبرت عدن مدينة التعايش الحاضنة للحوار بين الأديان والثقافات، ولم تتعرض الأضرحة والكنائس على مدى عقود من الزمن لأي عبث أو تخريب، لطالما كان المسجد الإسلامي بجانب المعبد اليهودي والكنيسة الكاثوليكية وتعايش كل معتنقي الديانات في هذه المدينة بسلام ومحبة.