ملف .. يوميات "الاستهداف المنظم" للتراث الانساني في اليمن.. ومواقف الأمم المتحدة (يونيسكو- يرينا بوكوفا)

    ملف، عناوين مرتبطة.. أخبار وتقارير:

 
 
بيانات الأمم المتحدة، منظمة التربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، المديرة العامة إيرينا بوكوفا
 
12.06.2015 - اليونسكو، بيان صحافي
المديرة العامة لليونسكو تدين التدمير الذي تتعرض له الأبنية التاريخية في صنعاء القديمة باليمن
 
تعرضت مدينة صنعاء القديمة، في صباح 12 حزيران/ يونيو الجاري، وهي موقع مدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو، لأعمال قصف. ونجم عن ذلك تدمير العديد من المساكن والأبنية التاريخية، مما أوقع عددا كبيا من الضحايا. ومن بين الأبنية التي دُمرت المجمع الرائع الذي يضم منازل تقليدية في حي القاسمي المجاور لحديقة مقاشم بالقرب من قناة السائلة.
 
وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا "إنني متأثرة كل التأثر للخسائر في الأرواح البشرية، وكذلك للتدمير الذي لحق بواحدة من أقدم جواهر الحضارة الإسلامية. ولقد أصبت بصدمة جراء صور المنازل الرائعة البرجية ذات العديد من الأدوار والحدائق الهادئة التي نالها التدمير. وستفضي أعمال التدمير هذه إلى تفاقم الوضع الإنساني في البلاد. وعليه، فإني أدعو من جديد كافة الأطراف إلى احترام التراث الثقافي في اليمن وحمايته. فهذا التراث إنما هو رمز لتاريخ البلاد الذي يعود إلى آلاف السنين من المعرفة، وينتمي إلى الإنسانية جمعاء".
 
وجدير بالذكر أن مدينة صنعاء، المأهولة بالسكان منذ 2500 سنة، تدل على ثراء وجمال الحضارة الإسلامية. ففي القرن الأول الميلادي، أصبحت هذه المدينة مفترق طرق التجارة البرية، كما أن منازلها وأبنيتها العامة هي مثال بارز للحاضرة الإسلامية التقليدية. أما الأبراج المبنية من اللبن والطوب المحروق في صنعاء، والتي تتميز بثراء ديكوراتها، فهي تتسم  بشهرة واسعة في جميع أركان العالم، فضلاً عن كونها جزءاً لا يتجزأ من هوية الشعب اليمني وافتخاره.
 
ومنذ نشوب النزاع في اليمن، تعرضت منازل عديدة تنتمي إلى تراث صنعاء للأضرار والانهيار جراء عمليات القصف والتفجير. ففي 9 حزيران/ يونيو الجاري تعرض المجمع التاريخي "العرضي"، الذي يعود إلى العصر العثماني ويقع خارج أسوار المدينة القديمة، إلى أضرار جسيمة. أما المباني السكنية التاريخية والآثار والمواقع الأثرية وأماكن العبادة فإنها لم تنج بدورها من القصف. كما أن القيمة التاريخية وذاكرة هذه المواقع فإنها تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها إن لم تكن قد دُمرت تدميراً كاملاً.  
 
،،،
 
04.06.2015 - اليونسكو، ديوان المديرة العامة
المديرة العامة لليونسكو تدين الضربات الجوية التي تستهدف التراث الثقافي في اليمن
 
أدانت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا، الضربات الجوية على مدينة مأرب القديمة في اليمن ودعت جميع أطراف النزاع إلى الامتناع عن استهداف التراث الثقافي الفريد للبلاد.
وتلقت اليونسكو معلومات عن أضرار لحقت بسد مأرب إثر غارة جوية ليلة 31 أيار/مايو. ووفقاً للتقارير الواردة، يمكن أن تكون النقوش السبئية القديمة على جدران السد قد تأثرت كذلك بسبب القصف. وقد حدث هذا بعد أسبوع واحد بعد تدمير المتحف الإقليمي في ذمار تماماً. ويتضمن المتحف 12500 قطعة تشهد على التراث الثقافي الغني للمنطقة المجاورة.
 
وقالت إيرينا بوكوفا : "إنني أشعر بقلق بالغ إزاء الأنباء المؤلمة عن اليمن وعن الضرر والدمار اللذين لحقا بتراثه الثقافي الفريد. وقد لحقت أضرار بسد مأرب وهو أحد أهم مواقع التراث الثقافي في اليمن وشبه الجزيرة العربية وشهادة على التاريخ والقيم المشتركة للبشرية".
 
كما أضافت "إنني أحث بقوة جميع الأطراف المعنية إلى الامتناع عن استهداف مواقع التراث الثقافي والآثار".
 
ولحقت بالعديد من المعالم التاريخية الأخرى أضرار جانبية جراء النزاع المسلح بما في ذلك مدينتي صنعاء وزبيد القديمتين المدرجتين في قائمة التراث العالمي والمركز التاريخي لصعدة والمكلا وتعز.
 
تمتد مأرب عاصمة سبأ على مساحة تبلغ 98 هكتاراً وكانت أكبر مدينة قديمة في جنوب الجزيرة العربية ويعتبر إحدى أهم المواقع التاريخية في شبه الجزيرة العربية. ورغم الظروف المناخية الصعبة في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد، ظهر مجتمع معقد في مأرب، وكان اقتصاده يعتمد إلى حد كبير على نظام الري. نظراً لازدهار اقتصادها وموقعها الجغرافي، أصبحت مأرب أكبر منطقة تجارية على طريق البخور. وانطلاقاً من العاصمة مأرب، سيطر أبناء سبأ على أجزاء واسعة من البلاد وكذلك على تجارة طريق البخور وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط وبلاد ما بين النهرين.
 
وتضم مأرب اليوم عديد المعالم الثقافية الهامة مثل معبد برَّان ومعبد ومقبرة أوام ووادي غفينة وسد المبنى وسد مأرب وتُعتبر إحدى عجائب الهندسة التقنية وتظهر في آية من القرآن الكريم. كما تندرج هذه المعالم الثقافية الرئيسية مثل موقع مأرب الأثري في قائمة مشاريع اليمن للتراث العالمي.
 
،،،
 
12.05.2015 - اليونسكو، بيان صحافي
المديرة العامة لليونسكو تهيب بكافة الأطراف إلى حماية التراث الثقافي في اليمن
 
فيما تتواصل التقارير المثيرة للقلق بشأن تعرض موقع التراث العالمي في مدينة صنعاء القديمة للقصف بالقنابل، تدعو المديرة العامة لليونسكو كافة الأطراف إلى حماية التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن.
خلال الأيام القليلة الماضية، تلقت اليونسكو تقارير عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بمواقع التراث الثقافي البارزة في اليمن. فوفقاً للعديد من التقارير الواردة من وسائل الإعلام والمصادر الرسمية، فإن المدينة القديمة في صنعاء، عاصمة اليمن، تعرضت لقصف بشكل كبير أثناء ليلة 11 أيار/ مايو 2015، مما أسفر عن وقوع خسائر جسيمة في عديد من الأبنية التاريخية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مدينة صعدة القديمة، المدرجة في قائمة اليمن المؤقتة للتراث العالمي، وكذلك الموقع الأثري لمدينة براقش المحصنة، التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، لحقت بهما أضرار جسيمة.
 
وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا:"إنني أدين ممارسات التدمير هذه، وأدعو كافة الأطراف إلى إبعاد التراث الثقافي عن دائرة النزاع. وإني قلقة أشد القلق بسبب الأخبار الخاصة بالضربات الجوية على مناطق كثيفة السكان، مثل مدينتي صنعاء وصعدة. فبالإضافة إلى المعاناة الإنسانية القاسية التي تسفر عنها هذه الهجمات، فإنها تدمر التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن، الذي يضم في طياته هوية وتاريخ وذاكرة الشعب، فضلاً عن أنه يشهد على إنجازات الحضارة الإسلامية".
 
وأضافت المديرة العامة:"إنني أدعو كافة الأطراف إلى الامتناع عن القيام بأي عمل عسكري من شأنه استخدام أو استهداف مواقع التراث الثقافي والآثار، وذلك احتراماً لالتزاماتهم بموجب المعاهدات الدولية، ولاسيما اتفاقية لاهاي بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح وبروتوكولاها (1954) واتفاقية اليونسكو بشأن التراث العالمي (1972)"، وحثت على حماية مواقع التراث العالمي في اليمن  من الأضرار الجانبية أو الاستهداف المتعمد.
 
وجدير بالذكر أن مدينة صنعاء القديمة أُدرجت في قائمة التراث العالمي في عام 1986. وأصبحت هذه المدينة، التي تقع في واد جبلي يرتفع إلى 2200 متر، مأهولة بالسكان منذ أكثر من 2500 سنة. وتحولت المدينة في القرنين السابع والثامن إلى مركز هام لنشر الإسلام، فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في 103 مسجداً، و14 حماماً و6000 منزل بُنيت جميعها قبل القرن الحادي عشر. أما المساكن البرجية المتعددة الطبقات ومنازل الآجر القديمة فتزيد الموقع جمالاً.
 
وقد تم ترميم مدينة صنعاء القديمة من خلال حملة كبيرة أطلقتها اليونسكو في أواخر الثمانينيات، وذلك بفضل إسهام العديد من البلدان والالتزامات المستمرة من شعب وحكومة اليمن.
 
وتجدر الإشارة إلى أن لليمن موقعين آخرين للتراث العالمي هما: مدينة شبام القديمة وسورها (1982) وحاضرة زبيد التاريخية (1993)؛  وهاتان المدينتان مدرجتان في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر منذ عام 2000.