"الكرة الآن في ملعبهم".. مسؤول مصري يوجه رسالة لإسرائيل بعد أزمتها الداخلية

كشف رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات ضياء رشوان عن جهود مكثفة تبذلها القاهرة للاتفاق أخيرا على وقف حرب غزة وسط تحذير من تحضيرات إسرائيلية لنشر نحو 100 ألف جندي لاحتلال القطاع

وأكد رشوان أن حركة حماس وجميع الفصائل الفلسطينية وافقت بالكامل على مقترح مصري-قطري معدل، لوقف إطلاق النار يستند بنسبة 98% إلى إطار "ويتكوف" الأمريكي، لوقف الحرب وإنقاذ سكان القطاع من المجاعة والدمار.

وأوضح رئيس هيئة الاستعلامات المصرية أن المقترح يتضمن هدنة مؤقتة لمدة 60 يوما، تشمل إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء و18 جثمانا من إجمالي 36، مع إعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج مدينة غزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وأشار رشوان إلى أن الجديد في هذا المقترح هو بدء مفاوضات الوقف الدائم لإطلاق النار من اليوم الأول للهدنة وليس بعد انتهاء الـ60 يوما كما في الاقتراحات السابقة، مشيرا إلى أن مصر وقطر أرسلتا المقترح إلى الجانب الإسرائيلي، الذي يواجه الآن ضغوطا داخلية وخارجية لقبوله.

وشد المسؤول المصري في تصريحات له لقناة القاهرة الإخبارية على أن موافقة الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حماس، جاءت بعد اجتماعات مكثفة في القاهرة، تضمنت لقاء مسائيا أمس مع رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، أسفر عن رد إيجابي دون تحفظات.

وأكد أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل التي تواجه انقسامات داخلية حادة بين التحالف اليميني الحاكم، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمعارضة والشارع الإسرائيلي، إضافة إلى معارضة رئيس أركان الجيش لخطة احتلال غزة.

وأضاف رشوان أن المقترح يوفر فرصة ذهبية لإسرائيل لتجنب تداعيات سياسية ومجتمعية غير مسبوقة، مشيرا إلى أن نتنياهو قد يواجه ضغوطا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقبول الاتفاق، خاصة مع إمكانية ربطه بتسوية قضائية لقضايا نتنياهو القانونية.

كما شدد على أن الأزمة الإنسانية في غزة بلغت ذروتها مع تقارير أممية وغربية تدين المجاعة والقتل، مما يجعل إدخال المساعدات عبر مؤسسات أممية وإنسانية أولوية ملحة لإنقاذ سكان القطاع.

وتشهد غزة أزمة إنسانية كارثية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وتسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة في نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والوقود، مع تدمير واسع للبنية التحتية بما في ذلك المستشفيات والمدارس، ونزح أكثر من 1.9 مليون شخص داخل القطاع، ويعتمد 80% من السكان على المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة.

وتلعب مصر دورا محوريًا في دعم غزة سواء من خلال معبر رفح، الذي يمثل المنفذ الرئيسي للمساعدات أو عبر الوساطة الدبلوماسية مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار، ومنذ بداية الأزمة قدمت مصر أكثر من 550 ألف طن من المساعدات تشمل مواد غذائية وطبية وخيامًا، بالإضافة إلى استقبال آلاف الجرحى الفلسطينيين للعلاج في مستشفياتها.