لماذا دعا ترامب لإعادة فتح سجن ألكاتراز؟ تاريخ السجن الأكثر رعباً في أمريكا
زائر يلتقط صورة في جزيرة ألكاتراز في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة، الاثنين، 5 مايو 2025- Bloomberg
يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إعادة افتتاح سجن ألكاتراز الفيدرالي، بعد سنوات من تحويله إلى معلم سياحي على جزيرة قبالة سواحل كاليفورنيا، مبرراً ذلك بتزايد الحاجة إلى مكان مخصص لاحتجاز أكثر المجرمين عنفاً وخطورة، رغم التكاليف التشغيلية الباهظة التي كانت سبباً في إغلاقه سابقاً.
ويقع السجن الشهير في خليج سان فرانسيسكو، واحتضن في الماضي أسماء سيئة السمعة في عالم الجريمة المنظمة، من أبرزهم آل كابوني وجورج "ماشين جان" كيلي، إضافة إلى سجناء وُصفوا بأنهم "شديدو الخطورة على درجة لا تسمح بإيداعهم في سجون تقليدية"، بحسب "أسوشيتد برس".
وفي منشور له عبر منصة "تروث سوشيال"، قال ترمب: "عندما كنا أمة أكثر جدية، لم نتردد في عزل أخطر المجرمين، بعيداً عن المجتمع، هذا هو المسار الصحيح"، مشيراً إلى أن إعادة تشغيل ألكاتراز باتت ضرورة أمنية في ظل تزايد تهديدات الجريمة.
أين يقع سجن ألكاتراز ؟
يقع ألكاتراز في خليج سان فرانسيسكو ويمكن رؤيته من جسر جولدن جيت الشهير، إذ يُعرف أكثر بفترة تشغيله كسجن فيدرالي بين عامي 1934 و1963، إلا أن تاريخه أقدم بكثير.
وفي عام 1850، أعلن الرئيس الراحل ميلارد فيلمور أن "الجزيرة مخصصة للأغراض العامة، وسرعان ما تحولت إلى موقع عسكري، واستُخدمت خلال الحرب الأهلية، لاحتجاز الجنود الكونفدراليين".
وبحلول ثلاثينيات القرن الماضي، قررت الحكومة أنها "بحاجة إلى سجن عالي الحراسة للمجرمين الأخطر، فكان ألكاتراز هو الخيار الأمثل".
ووفقاً لإدارة المتنزهات "تم البحث عن موقع معزول يمنع السجناء من التواصل المستمر مع العالم الخارجي، وبالرغم من أن الأراضي في ألاسكا كانت قيد الدراسة، فإن توفر جزيرة ألكاتراز جاء في التوقيت المناسب".
لماذا أُغلق السجن؟
لكن هذه العزلة التي كانت نقطة قوة، تحولت إلى عبء، فكل شيء، من الغذاء إلى الوقود، كان لا بد أن يُنقل بحراً.
ووفقاً لمكتب السجون الفيدرالي: "لم تكن هناك مصادر للمياه العذبة على الجزيرة، وكان يجب نقل نحو مليون جالون من المياه أسبوعياً".
وفي عام 1959، بلغت تكلفة احتجاز السجين الواحد في ألكاتراز 10.10 دولارات يومياً، مقارنة بـ3 دولارات في سجن فيدرالي بأتلانتا، ومع مرور الوقت، أصبح بناء سجون جديدة أكثر جدوى اقتصادية.
لماذا يُعد سجن ألكاتراز سيء السمعة؟
رغم موقعه المحاط بالمياه الباردة والتيارات القوية، حاول كثيرون الفرار، فقد سجل مكتب التحقيقات الفيدرالي 36 سجيناً قاموا بـ 14محاولة هروب، ومعظمهم تم القبض عليهم أو لقوا حتفهم أثناء تلك المحاولات.
وتناول فيلم Escape from Alcatraz عام 1979، من بطولة كلينت إيستوود، محاولة الهروب الشهيرة التي قام بها جون أنجلين وشقيقه كلارنس وفرانك موريس عام 1962، حيث خدعوا الحراس برؤوس دُمى مصنوعة من الجبس والشعر الحقيقي.
وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI أنه "رغم تحقيق استمر 17 عاماً، لم تظهر أدلة موثوقة تثبت بقاءهم على قيد الحياة في الولايات المتحدة أو خارجها".
أما فيلم The Rock عام 1996، الذي جمع شون كونري ونيكولاس كيج، فكان من وحي الخيال، وتناول محاولة إنقاذ رهائن من مجموعة مارينز متمردة في السجن.
من سجن إلى متنزه وطني
وفي عام 1973، وبعد عقد على إغلاقه، أصبح ألكاتراز جزءاً من منطقة الترفيه الوطنية في "جولدن جيت" وفتح أبوابه أمام الزوار.
وقالت إدارة المتنزهات إن "الجزيرة تستقطب أكثر من مليون زائر سنوياً عبر رحلات بالعبّارة، إذ يبلغ سعر تذكرة الدخول للبالغين 47.95 دولاراً، ويمكن للزوار مشاهدة الزنازين التي احتُجز فيها السجناء".
وفي عام 1969، قامت مجموعة من الأميركيين الأصليين، أغلبهم من طلاب الجامعات، باحتلال الجزيرة لمدة 19 شهراً للمطالبة بحقوقهم، قبل أن تتدخل السلطات الفيدرالية وتضع حداً للاعتصام في عام 1971.
وكتب المؤرخ الراحل تروي جونسون: "كان الهدف الأساسي من احتجاج سكان ألكاتراز الأصليين هو إيقاظ الرأي العام الأميركي على حقيقة معاناة السكان الأصليين، والتأكيد على حقهم في تقرير مصيرهم".