"قمة باريس" تتمسك بعقوبات روسيا وتطالب بدور صيني في مفاوضات أوكرانيا
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إن ممثلي أكثر من 30 دولة اتفقوا "بالإجماع" خلال قمة باريس، على أنه "لا ينبغي رفع العقوبات عن روسيا حتى يتم إحلال السلام بشكل واضح" في أوكرانيا، فيما دعا إلى "دور صيني" في المفاوضات.
واستقبلت باريس، الخميس، قمة لدعم أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ 3 سنوات. وجاء هذا الاجتماع بعد أن أشارت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أنها قد تكون مستعدة لتخفيف العقوبات على روسيا كحافز لحمل الكرملين للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في البحر الأسود.
وقال ماكرون خلال المؤتمر الصحافي الذي عقب قمة باريس، إن "أوكرانيا كانت لديها الشجاعة لقبول وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يوماً".
وأعلن الكرملين، الثلاثاء، موافقته على تنفيذ "مبادرة البحر الأسود"، التي اتفق عليها الجانبان الروسي والأميركي في محادثات الرياض، لكنه اشترط تنفيذ عدد من الشروط لدخولها حيز التنفيذ.
"3 بيانات مختلفة بشأن السلام"
وأضاف الرئيس الفرنسي أن حلفاء أوكرانيا "لن يقبلوا بالروايات غير الصحيحة التي تنشرها روسيا، كما أظهرت الأيام القليلة الماضية خلال المناقشات في الرياض بشأن البحر الأسود، حيث أعادت روسيا، من خلال خطاباتها وتصريحاتها، اختراع ما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية بالكامل".
وتابع: "هل هناك مفاوضات سلام؟ من الصعب جداً الجزم بوجود مفاوضات سلام في حين أن هذه المناقشات المتوازية أدت إلى ثلاثة بيانات منفصلة، كل منها يقول ثلاثة أمور مختلفة، بيان أميركي-أوكراني، وبيان أميركي-روسي، وبيان روسي لا يزال مختلفاً عن سابقيه".
وذكر ماكرون أن الحلفاء الأوروبيين يريدون "إرسال رسالة واضحة: سنواصل دعم الشعب الأوكراني والجيش الأوكراني على المدى القصير، إنها ضرورة لتجنب ما تخطط له روسيا، وهو التظاهر بفتح مفاوضات لتثبيط عزيمة الخصم وتكثيف هجماتها".
"قوات طمأنة" لأوكرانيا
ولفت ماكرون إلى مقترح أوروبي لإنشاء "قوات طمأنة" لأوكرانيا بعد التوصل لاتفاق سلام، ويتم تشكيلها من "بعض الدول الأعضاء" في "تحالف الراغبين".
وأشار ماكرون إلى أن هذه القوات ستكون متمركزة في "مواقع استراتيجية محددة مسبقاً مع الأوكرانيين" بعد التوصل للسلام.
ومع ذلك، فإن "قوات الطمأنة" التي هي موضوع اقتراح فرنسي بريطاني قبل عدة أسابيع، "ليست مخصصة لتكون قوات حفظ سلام"، و"ليست مخصصة لتكون قوات موجودة على خط التماس"، و"ليست مخصصة لتحل محل الجيش الأوكراني"، وفق ماكرون.
وتابع الرئيس الفرنسي قائلاً إن هذه القوات من شأنها أن توفر "دعماً طويل الأمد، وستعمل كرادع ضد العدوان الروسي المحتمل"، مشيراً إلى أنه في غياب "الإجماع" بين الدول بشأن هذه القضية، فإن هذه القوات ستكون من "عدد قليل من الدول الأعضاء" في التحالف فقط.
وأكد ماكرون أنه "يريد" دعماً أميركياً للانتشار الأوروبي في أوكرانيا، لكنه يريد أيضاً الاستعداد لسيناريو دون واشنطن، حتى لو كان لا يزال يعتبر الولايات المتحدة "حليفاً موثوقاً به".
وأكد ماكرون أنه يأمل أن يتمكن الرئيس الصيني شي جين بينج "من لعب دور نشط للغاية" في تعزيز السلام في أوكرانيا.
واشنطن تغير اتفاق المعادن بانتظام
وعقب اجتماعات باريس، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "أهمية الولايات المتحدة"، في رده على سؤال بشأن "ضعف الدعم الأميركي".
واعتبر زيلينسكي أن "بوتين يريد فصل أوروبا عن الولايات المتحدة، ونحن نحتاج إلى أن تكون أميركا أقوى في مواجهة روسيا".
وفيما يتعلق باتفاقية المعادن النادرة، قال الرئيس الأوكراني إنه لا ينوي الذهاب إلى الولايات المتحدة للتوقيع عليها، لأن واشنطن "تغير شروط الاتفاقية باستمرار".
وأضاف: "لا أريد أن يكون لدى الولايات المتحدة انطباع بأن أوكرانيا تعارض هذه الاتفاقية".
وعندما سُئل عن المهمة الفرنسية البريطانية المتوقعة لتعزيز الجيش الأوكراني، قال زيلينسكي إن "روسيا لا تستطيع أن تملي على أوكرانيا كيفية الدفاع عن نفسها".