استرضاء موسكو.. استراتيجية ترامب الغامضة تُقلق الحلفاء وتُعزّز التحالف الروسي الصيني

عمل فني يتضمن نصف وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونصف الوجه الآخر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (EPA)

ناقشت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها الخميس السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه روسيا وأوكرانيا، تحت عنوان "ما الاستراتيجية الكامنة وراء تحوّله نحو موسكو؟"، مُشيرةً إلى أن تحركاته تبدو كخطوات تكتيكية مُنفصلة دون ربطها باستراتيجية شاملة.

وأوضحت الافتتاحية أن قرارات ترامب، مثل تقليص الدعم العسكري لأوكرانيا والضغط لإنهاء الحرب عبر تنازلات تُكرّس الاحتلال الروسي، تفتقر إلى رؤية واضحة، ما يُثير تساؤلات حول أهدافه الحقيقية. ورغم التكهنات بأنه قد يسعى لكسر التحالف الروسي الصيني عبر استرضاء موسكو للتركيز على مواجهة بكين، إلا أن الصحيفة رأت أن هذه الفرضية "مهددة بالفشل"، خاصة بعد تأكيد البلدين مؤخرًا على شراكتهما "اللامحدودة" في المجالات العسكرية والاقتصادية.

وحذّرت من أن أي مسار لتسوية النزاع الأوكراني على حساب سيادة البلاد سيكون "مخزيًا" إذا لم يستند إلى مبررات استراتيجية مُحددة، مُشددةً على أن التخلي عن كييف دون ضمانات قد يُضعف المصداقية الأمريكية ويُعزّز النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية، بينما يُفاقم الانقسامات مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في الناتو.

وأكدت أن غياب الخطط الواضحة من فريق ترامب لشرح هذه السياسة يُغذّي الشكوك حول جدواها، خاصة في ظل مخاطر إرساء سابقة تسمح لقوى كبرى بابتلاع أراضي دول مجاورة دون عواقب، ما يُهدّد النظام الدولي القائم على احترام الحدود.