بوتين والشرع يتفقان على تعزيز التعاون الثنائي واستمرار الحضور العسكري الروسي في سوريا

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، ناقشا خلاله سُبل تطوير العلاقات الثنائية ودعم الاستقرار في سوريا، في ظل التطورات السياسية والأمنية الأخيرة. وجاء في بيان الكرملين أن المحادثة كانت "بناءة وعملية"، مع تأكيد الجانبَين على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتعليمية، واستئناف المفاوضات حول تحديث الاتفاقيات الموقعة مع النظام السابق.

محاور الاتفاق وأولويات التعاون

   دعم السيادة والوحدة: أكد بوتين دعم روسيا لـ"وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها"، مع التركيز على ضرورة "رفع العقوبات الاقتصادية" الدولية المفروضة على دمشق.

   المساعدات الإنسانية: أعرب بوتين عن استعداد موسكو لمواصلة تقديم الدعم الإنساني، ودعا إلى "حوار وطني شامل" يضم كافة المكونات السورية.

   التطوير العسكري: أشار بيان الرئاسة السورية إلى انفتاح دمشق على إبقاء القواعد العسكرية الروسية (طرطوس وحميميم) "شريطة تحقيق منفعة لسوريا"، فيما أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عن مفاوضات "حساسة" مع واشنطن وأنقرة حول القواعد التركية والأميركية.

سياق الدبلوماسية الروسية المتجددة

يأتي الاتصال في إطار مساعي موسكو لتثبيت نفوذها بالمنطقة، خاصة بعد زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف إلى دمشق الشهر الماضي، والتي هدفت إلى تقييم التعاون مع الإدارة السورية الجديدة. ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني موسكو قريباً، بناءً على دعوة رسمية من الجانب الروسي.

تطلعات سوريا تجاه القواعد العسكرية

أوضح أبو قصرة في تصريح لـ"واشنطن بوست" أن موقف روسيا من الحكومة الحالية "تحسن بشكل ملحوظ" مقارنة بفترة حكم الأسد، مشيراً إلى أن دمشق تدرس مطالب موسكو بشأن القواعد العسكرية بعين المصالح الوطنية. وبرر انفتاحه بالقول: "في السياسة لا أعداء دائمين"، معتبراً أن التفاوض مع واشنطن وأنقرة "ضرورة لتحقيق الاستقرار".

ردود الفعل الروسية والتطلعات المستقبلية

أكد بوجدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط، أن بلاده تتطلع لعلاقات مع دمشق تقوم على "المساواة والمنفعة المتبادلة"، مع استمرار الدعم لخارطة طريق الحوار الوطني السوري. وأضاف: "السوريون هم من يقررون مستقبلهم دون تدخل خارجي"، في إشارة إلى رفض موسكو لأي حلول مفروضة من الخارج.