موسكو تكشف عن "محادثات مكثفة" مع واشنطن لإنهاء حرب أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 28 يونيو 2019 - REUTERS

قال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الأربعاء، إن هناك اتصالات مكثفة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، في الآونة الأخيرة، في أول تأكيد من موسكو على المناقشات الجارية بين البلدين لوضع خطة محتملة تنهي الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

وأضاف بيسكوف، رداً على سؤال حول المفاوضات بشأن أوكرانيا: "هناك بالفعل اتصالات بين بعض الوكالات الحكومية، وقد تكثفت في الآونة الأخيرة".

وكان بيسكوف يتجاهل في السابق الأسئلة المتعلقة بالمبادرة الأميركية التي أعلن الرئيس الأميركي طرحها لإنهاء الحرب، إلا أن التصريحات التي أدلى بها تعكس اعترافاً هو الأول من نوعه بشأن الاتصالات بين الطرفين.  

وقالت الصحيفة، إن تصريحات بيسكوف تأتي في وقت يُظهر فيه كلا الجانبين رغبة متزايدة في التحدث مع الطرف الآخر لوقف الصراع، مشيرة إلى تصريح بيسكوف باستعداد موسكو للتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل المفاوضات، رغم أن الكرملين وصفه مراراً بأنه "رئيس غير شرعي".

أول إشارة ملموسة

ووصفت "وول ستريت جورنال"، تأكيد الكرملين لهذه الاتصالات، بأنها "أول إشارة ملموسة" على إحراز تقدم في المفاوضات، بعد أشهر من الشكوك في قدرة الرئيس دونالد ترمب على الوفاء بوعوده.

وتوقعت الصحيفة أن يواجه الطرفان مجموعة من القضايا الشائكة، حال انطلاق المحادثات بشكل جدي، منها ما إذا كانت روسيا ستحتفظ بجميع الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها، أو إذا ما كانت ستُمنح أي تخفيف للعقوبات.

كما تبرز أسئلة حول مستقبل أوكرانيا، بما في ذلك موقعها في الهيكل الأمني الغربي والضمانات الأمنية التي يمكن أن تحصل عليها لعدم تعرضها إلى هجوم روسي مستقبلاً.

وكان ترمب قد وعد مراراً بالتوصل إلى اتفاق بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني، على طاولة المفاوضات، كما أعرب زيلينسكي عن استعداده للجلوس مباشرة مع بوتين.

وقال ترمب الأسبوع الماضي، إن إدارته "أجرت بالفعل محادثات جدية مع روسيا حول الصراع"، لكنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية، لكن غياب أي تأكيد حول وجود اتصالات مباشرة بين القادة أو خطط لعقد اجتماع، وهو ما دعا إليه ترمب علناً، لا يزال يثير التساؤلات حول مدى سرعة انطلاق المفاوضات المحتملة.

وأضافت الصحيفة، أن ترمب بدا "أكثر نفاداً للصبر" تجاه بوتين في الآونة الأخيرة، إذ بدأ هو ومستشاروه في طرح خطط لإجبار روسيا على تقديم تنازلات، من خلال تشديد العقوبات أو خفض أسعار النفط، المصدر الرئيسي للصادرات الروسية.

أما بوتين، فقد أثنى علناً على ترمب، حتى أنه صرح الشهر الماضي بأنه يتفق مع ادعاءات ترمب بشأن "سرقة" الانتخابات الأميركية في عام 2020 منه، مضيفاً أنه "لو كان ترمب في السلطة، ربما لم تكن الأزمة الأوكرانية لتندلع".

وقال بوتين في حديث مع صحافي روسي: "لا يمكنني إلا أن أتفق معه في أنه لو كان رئيساً، ولم يُسرق منه الفوز في عام 2020، ربما لم تكن لتحدث الأزمة الأوكرانية"، ومع ذلك، أبدى الرئيس الروسي تجاهلاً لمقترحات ترمب للسلام، ولم يتراجع عن مطالبه التي أعلنها عند غزو لأوكرانيا.