مواطنون يعثرون على جثة مشوهة في إب وشاب ينهي حياته شنقاً في تعز

سجلت محافظتا إب وتعز الخاضعتان لسيطرة مليشيا الحوثي حادثين مؤلمين، خلال الأيام الماضية، في تصاعد ملحوظ لمعدل جرائم العنف العائلي التي تكشف عن الواقع المأساوي الذي يعيشه المجتمع.

في محافظة إب عثر الأهالي على جثة مشوهة لرجل في منطقة الثلاثين، تعرضت لرش بمادة الأسيد (حمض البطاريات)، في مشهد مروع يجسد مدى تفشي العنف.

الحادث التي وقع في منطقة خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تضاف إلى سلسلة جرائم متزايدة تهز المحافظة.

وفي محافظة تعز، وتحديدًا في سوق الذكرة بمفرق ماوية، فقد أقدم الشاب عمر عبد الله محمد سعيد الحشيبري (25 عاماً) على الانتحار شنقًا داخل الصندقة التي كانت مصدر رزقه الوحيد.

ووفقًا لشهادات أهالي المنطقة، عانى الشاب من ضغوط معيشية صعبة، لا سيما بعد تلقيه أمرًا بنقل الصندقة بسبب مخالفة وجودها، ما أثر بشكل كبير على نفسيته ودفعه إلى اتخاذ هذه الخطوة المؤسفة.

أكد اختصاصي اجتماعي في جرائم العنف الأسري أن اليمن يسجل يوميًا أكثر من خمس جرائم قتل بشعة، وهو معدل خطير يعكس أزمات متجذرة في المجتمع.

وأشار إلى أن الأسباب الرئيسة تشمل تردي الأوضاع الاقتصادية (الفقر، البطالة، وانعدام فرص العمل)، إضافة إلى الظروف الاجتماعية وانهيار الأسرة والتمييز العنصري والشعور بالظلم.

كما أن تردي الأوضاع وتأثيراته قد يتسبب في الأمراض النفسية وانتشار الاكتئاب واليأس من الفرج والانغماس في الإدمان، في ظل غياب الدولة والفساد وانتشار السلاح، وعدم تنفيذ الأحكام القضائية، والخطاب الإعلامي المشجع للعنف، وتأثير الحروب والنزاعات المسلحة.

يرى مختصون أن استمرار الوضع الراهن ينذر بمزيد من الجرائم والعنف، ما لم تُتخذ خطوات جدية لإعادة تفعيل مؤسسة الدولة ومحاربة الفقر والفساد، وتعزيز برامج الدعم النفسي والتوعية الأخلاقية.