تعرف على أهم الأحداث المتعلقة بالهجرة في عام 2024

شهد عام 2024 أحداثًا مؤثرة على حياة اللاجئين منها اتفاقيات مثيرة للجدل بين دول أوروبية وغرق 71 شخصًا في بحر المانش وأكبر موجة نزوح بسبب حرب السودان ورغم ذلك، فاز فريق اللاجئين بميدالية تاريخية في أولمبياد باريس .

نهاية مشروع ترحيل طالبي اللجوء من بريطانيا إلى رواندا

كان الاتفاق الذي أبرمته السابقة مع رواندا سببا لمعركة قضائية طويلة انتهت أخيرا هذا العام، مع تولي حزب العمال سدة الحكم وإلغاءه مشروع ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، الدولة الواقعة في شرق أفريقيا.

وعلى الرغم من الإعلان عن هذا الاتفاق قبل عامين من قبل رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون، إلا أن  مخطط رواندا واجه العديد من التحديات القانونية ولم يشهد إقلاع أي رحلة على الإطلاق. وفي تموز/يوليو من العام 2024، أخلت السلطات البريطانية سبيل أكثر من 200 مهاجر كانوا محتجزين ومهددين بالترحيل إلى كيغالي.

كما شهد هذا العام نهاية البارجة "بيبي ستوكهولم"، بعدما قررت الحكومة العمالية إخلاء طالبي اللجوء الذين كانوا يقيمون عليها في ظروف أثارت استنكار المنظمات غير الحكومية.

عوائق قانونية تقف بوجه خطة إيطاليا لترحيل المهاجرين إلى ألبانيا

لكن العام نفسه شهد تطورا جديدا في إيطاليا، التي توصلت إلى اتفاق غير مسبوق مع جارتها ألبانيا، يقضي  بنقل المهاجرين الذين تنقذهم السلطات البحرية الإيطالية في المياه الدولية إلى مركزين في ألبانيا.

وواجه مشروع إنشاء هذين المركزين العديد من الانتقادات من قبل جهات حقوقية، إلا أن العقبة الأكبر التي واجهته تمثلت في تشكيك القضاء الإيطالي في شرعيته.

وخلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، ورغم  نقل الدفعة الأولى من المهاجرين البالغ عددهم 24 رجلا، إلا أن وبجهود محامين وناشطين حقوقيين، تمكن جميع المهاجرين البنغلادشيين والمصريين من العودة إلى إيطاليا. وسحبت الأخيرة موظفيها وعلّقت عملها في هذين المركزين اللذين تقدر تكلفة إنشائهما وإدارتهما بحوالي مليار يورو على مدار خمس سنوات.

حوادث غرق ووفاة غير مسبوقة في بحر المانش

أما في  بحر المانش، فكان هذا العام هو الأكثر دموية مع تسجيل المحافظة البحرية وفاة ما لا يقل عن 71 مهاجرا انطلقوا من سواحل شمال فرنسا إلى المملكة المتحدة، على متن قوارب مكتظة لا تصمد أمام رحلة العبور.

ويضاف إلى الحصيلة الرسمية لتلك الوفيات أعداد غير معروفة من المفقودين في القناة البحرية، وكان فريق مهاجرنيوز التقى بأصدقاء شاب عراقي يدعى عباس نجم الدين، وكان يبلغ من العمر 21 عاما وفُقد في المانش منذ 30 تشرين الأول/أكتوبر بعد انطلاقه من سواحل بولوني سور مير.

كما تحدث فريق مهاجرنيوز مع الشاب السوري أسامة الذي فقد والده بعد تعرض قاربهم لحادث مميت أثناء محاولتهم عبور المانش. وخلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، توالت أخبار عثور السلطات الفرنسية  على جثثيلفظها البحر على شواطئ شمال فرنسا وتعود لمهاجرين.

السودان وأكبر أزمة نزوح في العالم

لا يزال السودانيون يرزحون تحت وطأة العنف منذ نيسان/أبريل 2023، ولا تزال الانتهاكات مستمرة حتى اليوم مفجرة واحدة من  أكبر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، دون أن تحظى باهتمام إعلامي كبير، رغم جرائم النهب التي تعيشها مختلف القرى السودانية وجرائم اغتصاب النساء والفتيات، فضلا عن تعرض الرجال للتعذيب والقتل والتجنيد القسري.

وبحسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، "يواجه السودان حاليا أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأهم أزمة نزوح للأطفال"، إذ أُجبر أكثر من 7,4 مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثا عن الأمان داخل السودان وخارجه، إلى جانب 3,8 مليون نازح داخليا من الصراعات السابقة. فيما لجأ أكثر من مليون ومئة ألف شخص إلى تشاد، واحدة من أفقر دول العالم حيث يعيش ثلث سكانها في فقر مدقع.

وتمكن عدد أقل من السودانيين من العبور إلى مصر ومنها إلى ليبيا، حيث واجهوا انتهاكات  مراكز الاحتجاز هناك، قبل أن يتمكنوا من عبور البحر المتوسط على متن قوارب متهالكة، وصولا إلى السواحل الأوروبية، لا سيما إيطاليا. وكان فريق مهاجرنيوز التقى بالشاب السوداني أنس في شمال فرنسا بعد خوضه رحلة عبور خطرة، وقال "لا أفكر سوى في الأهوال والجرائم التي تحصل بحق أهلي في السودان. هناك فتيات تتعرضن للاغتصاب بشكل مستمر وعائلتي تخشى حتى الخروج من مكان إقامتها.. لا حل أمامي سوى إكمال الطريق وتقديم اللجوء".

سياسة هجرة أكثر تشددا في ألمانيا

كان لهجوم زولنغن الذي نفذه رجل سوري في آب/أغسطس الماضي، عواقب كبيرة على حياة اللاجئين في ألمانيا، في ظل تصاعد اليمين المتطرف.

وسرعان ما فرضت ألمانيا مراقبة مشددة مدتها ستة أشهر على الحدود البرية التي تشترك فيها مع فرنسا ولوكسمبورغ وهولندا وبلجيكا والدنمارك، "للحد من الهجرة غير النظامية".

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وافق البرلمان الألماني على حزمة أمنية جديدة اقترحها الائتلاف الحاكم تهدف إلى تبني سياسة مشددة تجاه المهاجرين. كما تبنى حزب "البديل من أجل ألمانيا" في ولاية بافاريا مشؤوعا مثيرا للجدل يدعو إلى "إعادة التهجير"، مطالبا بترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين إلى بلادهم والحد من توافد طالبي اللجوء إلى ألمانيا.

أول ميدالية أولمبية في تاريخ فريق اللاجئين

ضمنت الملاكمة الكاميرونية سيندي نغامبا، البالغة من العمر 25 عاما، حصول منتخب اللاجئين على أول ميدالية برونزية أولمبية في تاريخه، وذلك بعد تغلبها على الفرنسية دافينا ميشيل ووصولها نصف النهائي في فئة 75 كلغ ضمن دورة الألعاب الأولمبية التي عُقدت في العاصمة باريس صيف عام 2024.

وتلقت اللاجئة الكاميرونية هتافات من المشجعين في مدرجات ملعب رولاند غاروس في باريس. وفي مدينة بولتون قرب مانشستر في المملكة المتحدة، حيث لجأت الشابة الرياضية منذ كان عمرها 11 عاما، وحازت دعما كبيرا وصيحات من متابعي بطولة الملاكمة أثناء مشاهدتهما النزال.

وإلى جانب ا لألعاب الأولمبية، شارك ثمانية رياضيين ومرشد جري واحد في المنافسات البارالمبية لذوي الإعاقة، وفازوا  بميداليات برونزية تاريخية في تايكواندو السيدات فئة 44-47 كغم وفي ألعاب القوى البارالمبية في فئة T11 400 متر للرجال.

وفي منافسات الثلاثي لأول مرة، احتل السباح السوري البارالمبي إبراهيم الحسين المركز السادس، محققاً طموحه في أول ظهور له في هذه الرياضة.