تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.. تفاصيل جديدة حول طرق التهريب وآليات التجميع
كشف تقرير أممي حديث عن استمرار تهريب الأسلحة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن عبر مسارات بحرية وبرية رئيسية، تستخدمها شبكات تهريب متطورة.
وأوضح التقرير، الذي أعده البرنامج العالمي لمكافحة الشبكات الإجرامية وبرنامج مكافحة الجريمة البحرية، أن هذه الشبكات تعتمد بشكل كبير على سفن خشبية صغيرة تُعرف باسم "الداو"، وهي الوسيلة الرئيسية المستخدمة في نقل المعدات العسكرية إلى المليشيات المسلحة في اليمن.
وأشار التقرير إلى أن الأسلحة تُهرب عادةً على شكل أجزاء منفصلة، ليتم تجميعها لاحقًا داخل اليمن، حيث يقوم الحوثيون بإعادة تجميعها محليًا. ومن بين هذه المعدات العسكرية التي يتم تهريبها، تبرز الطائرات المسيّرة والقوارب المفخخة، التي يستخدمها الحوثيون في تنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات اليمنية والتحالف العربي.
وفي إطار الجهود اليمنية لمكافحة التهريب، أعلنت السلطات الأمنية بمحافظة المهرة عن إحباط تهريب أكثر من 3,000 قطعة غيار سلاح كانت مخبأة ضمن شحنة تجارية وصلت إلى اليمن عبر منفذ "شحن" الحدودي مع سلطنة عمان.
ووفقًا لمسؤول أمني، فإن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من الإنجازات التي حققتها جمارك منفذ "شحن" مؤخرًا، والتي تضمنت إحباط محاولات تهريب قطع غيار لطائرات مسيّرة وأسلحة متنوعة.
وفي التفاصيل، تمكّن موظفو الجمارك بالتعاون مع الجهات الأمنية من ضبط 3,975 قطعة غيار لسلاح "كلاشينكوف"، كانت مخبأة داخل شحنة تجارية.
وتأتي هذه العملية بعد إحباط تهريب 100 محرك لطائرات مسيّرة في يناير 2023، كانت متجهة إلى جماعة الحوثي. وكشفت الفحوصات الجمركية أن الشحنة التي ادعى مالكها أنها ملابس، كانت تحتوي على معدات وأجهزة اتصالات تستخدم في العمليات العسكرية.
وأشار تقرير صادر عن خبراء مجلس الأمن الدولي إلى أن هناك طرقًا برية تُستخدم لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين عبر الحدود الشرقية لليمن، إضافة إلى الطرق البحرية التي تعتمد على شبكات تهريب قادمة من إيران عبر البحر الأحمر.
وفي تطور آخر، كشف ضابط منشق عن مليشيا الحوثي في وقت سابق تفاصيل دقيقة حول عمليات تجميع وصيانة الصواريخ التي تتم داخل معسكر سلاح الصيانة بصنعاء.
ووفقًا لشهادة الضابط، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، فإن الحوثيين يقومون بإصلاح أسطوانات الوقود الخاصة بالصواريخ في هذا المعسكر، بينما تصل الرؤوس المتفجرة والملحقات الأخرى من سلطنة عمان عبر محافظتي المهرة وحضرموت، ويتم تهريبها عبر البحر الأحمر مخبأة داخل أكياس القمح والمواد الغذائية.
وأضاف الضابط أن هذه الرؤوس تُنقل إلى صنعاء بواسطة باصات مغلقة تُشبه تلك المستخدمة في الدورات التدريبية، ليتم تركيب الصواريخ في مواقع الإطلاق قبل ساعات قليلة من استخدامها.
وأكد الضابط أن جميع الفنيين العاملين في هذه العمليات هم من الحرس الثوري الإيراني، الذين يشرفون بشكل مباشر على عمليات تركيب الصواريخ وتجهيزها للإطلاق.
ويرى مراقبون أن عمليات التهريب تعكس تكامل الأدوار بين شبكات التهريب الدولية ومليشيا الحوثي في اليمن، بالإضافة إلى الدعم المستمر الذي تتلقاه الجماعة من إيران.
وأضافوا أن عمليات التهريب لم تعد تقتصر على الأسلحة الجاهزة، بل باتت تتطور لتشمل تهريب قطع غيار وأجزاء يتم تجميعها داخل اليمن، مما يمنح المليشيا قدرات تصنيع محلية متزايدة.
وأشاروا إلى وجود تحديات أمنية كبيرة تواجه السلطات اليمنية، خاصة في المناطق الحدودية والمنافذ البحرية، كما تؤكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتعقب وضبط شبكات التهريب التي تُغذي النزاع في اليمن، وتعمل على إطالة أمد الصراع وتعقيد مساعي السلام.