أكثر من 700 عراقي يعودون من مخيّم الهول في سوريا الى العراق

نساء وأطفال في مخيم الهول في شمال شرق سوريا في 28 تموز/يوليو 2024 © دليل سليمان / ا ف ب/ارشيف

بغداد (أ ف ب) – عاد أكثر من 700 عراقي الخميس من مخيّم الهول في شمال سوريا الذي يأوي أفراد عائلات عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، الى العراق، وفق ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس.

وقال المصدر إن "706 أشخاص يؤلفون 181 عائلة عادوا من مخيّم الهول وأصبحوا في مخيم الجدعة" في ريف مدينة الموصل بشمال العراق.

ويضمّ مخيم الهول المكتظ الذي تديره قوات سوريا الديموقراطية، وعمادها القوات الكردية المدعومة من واشنطن، بحسب أرقام إدارة المخيم في كانون الثاني/يناير 2024، أكثر من 43 ألف سوري وعراقي وأجنبي من 45 دولة على الأقل، بينها فرنسا والسويد وهولندا وروسيا وتركيا وتونس ومصر. وجميع هؤلاء من أفراد عائلات عناصر في التنظيم المتطرف.

وتُشكّل النساء والأطفال الجزء الأكبر من نزلاء المخيم الممنوعين من الخروج منه. لكنه يؤوي أيضا حوالى ثلاثة آلاف رجل في الجزء الأكبر والمخصص للعراقيين والسوريين، بينهم نازحون ولاجئون، ومنهم من تلاحقه شبهات بالعمل لصالح التنظيم المتطرف.

ولا تزال عودة أقارب الجهاديين من سوريا تثير جدلا بين السكان في العراق الذي خاض حربا لثلاثة أعوام انتهت أواخر 2017 بطرد التنظيم بعد سيطرته على حوالى ثلث مساحة البلاد لحوالى ثلاث سنوات.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء إلى أن هذه الدفعة هي "الرابعة خلال العام الجاري، ضمن إطار عمليات ترحيل عوائل تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحملون الجنسية العراقية" من مخيم الهول إلى العراق.

وسعيا للحدّ من العدائية التي قد تواجهها هذه العائلات عقب عودتها، يجري إيواء أفرادها أولا في مخيم الجدعة حيث يخضعون لإجراءات وتدقيق أمني و"مرحلة من التأهيل النفسي" قبل السماح لهم بالعودة إلى المناطق التي يتحدّرون منها، وفق مسؤولين عراقيين.

ويعدّ العراق من الدول القليلة التي تستعيد مواطنيها بانتظام من مخيم الهول، الأمر الذي رحّبت به الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2014 إقامة "دولة الخلافة" بعد سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا المجاورة. لكن "دولته" انهارت بعد أقلّ من ثلاث سنوات بفعل العمليات العسكرية ضده في البلدين.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة في تموز/يوليو، أن عدد عناصره في العراق وسوريا يراوح راهنا "بين 1500 و3000 مقاتل".

وأكد التقرير أن التنظيم "لا يزال قادرا على شنّ هجمات متفرقة ومؤثرة وهو ينفّذ عمليات ضمن مجموعات صغيرة لا تتجاوز خمسة أفراد في مناطق وعرة".

وكانت قوات سوريا الديموقراطية رأس حربة في المعارك التي أدّت الى اندحار التنظيم في سوريا.