غارات "عنيفة جدا" في بيروت عقب إنذار لجيش الإحتلال بإخلاء مبانٍ عدة
تعرضت عدة مناطق في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، مساء السبت، لغارات "عنيفة جدا" أتت تزامنا مع تحذير جديد لجيش الإحتلال الإسرائيلي بإخلاء مبانٍ في عدد من الأحياء في المنطقة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أنّ المقاتلات الإسرائيلية نفذت "أربع غارات عنيفة جدا على الضاحية الجنوبية، وغارة على منطقة الشويفات، وسيارات الإسعاف تهرع إلى المكان".
وأظهرت لقطات كرات ضخمة من اللهب ترتفع من المواقع المستهدفة مع تصاعد سحب الدخان الكثيف.
وقالت الوكالة الوطنية إن "حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت تستمر تزامنا مع العدوان" الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه "سجل منذ قليل هبوط عدة طائرات تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط" الناقل الرسمي للبنان.
وحذر سكان عدد من المباني في بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، بضرورة الإخلاء "فورا".
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في ثلاث تغريدات عبر إكس، ليل السبت الأحد، إنذارات بالإخلاء لسكان مبان واقعة في حي برج البراجنة وحارة حريك وشويفات العمروسية والليلكي.
وفي آخر تغريداته بالخصوص قال أدرعي: "إنذار آخر إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في المباني المحددة في برج البراجنة والليلكي وحارة حريك".
وفي تحذير سابق قال أدرعي: "إنذار إضافي إلى سكان الضاحية الجنوبية في حارة حريك وشويفات العمروسية وتحديدًا في المباني المحددة وتلك المجاورة لها"، مرفقة خريطة لمبان محددة.
وفي تغريدة سابقة قال أدرعي: "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في المباني المحددة في الخرائط المرفقة في برج البراجنة".
وأضاف في المنشورين "أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على مدى الزمني القريب". وذكر أنه "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء المباني المحددة وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
ووثقت مقطع فيديو اشتعال حرائق ضخمة عقب غارات، السبت، في قرى بجنوب لبنان.
وذكر جيش الإحتلال، السبت، إن "قوات لواء جولاني تواصل العمليات المركزة في منطقة جنوب لبنان وعثرت على مستودعات أسلحة وفتحات أنفاق عملياتية وقضت على مخربين، وداهمت ودمرت بنى تحتية إرهابية في المنطقة".
قلق أممي
وندّد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي لدى وصوله إلى بيروت، السبت، بما يواجهه لبنان من "أزمة مروعة"، بعد فرار مئات الآلاف من منازلهم على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق عدة في البلاد.
وقال غراندي في منشور على منصة أكس "وصلت للتو إلى بيروت بينما يواجه لبنان أزمة مروّعة. مئات الآلاف من الأشخاص باتوا معدمين أو مشردين بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية".
وأضاف "جئت إلى هنا تضامنا مع المتضررين، لدعم الجهود الإنسانية ولطلب مزيد من المساعدة الدولية"، في وقت تقدر السلطات نزوح أكثر من مليون شخص بسبب التصعيد الإسرائيلي.
بدوره، حذّر عمران رضا نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية من "زيادة مقلقة" في الهجمات على فرق الرعاية الصحية في لبنان.
وقال رضا على حسابه على منصة إكس "شهدنا خلال الأيام الماضية زيادة مقلقة في الهجمات ضد فرق الرعاية الصحية في لبنان".
وأضاف "يدفع العاملون في مجال الرعاية الصحية الثمن الأغلى بحياتهم"، مشيرا إلى أنّ "النظام الصحي على وشك الانهيار" في لبنان.
وتأتي تصريحاته غداة إعلان أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان تعليق خدماتها، بينما أعلنت هيئة صحية تابعة لحزب الله مقتل 11 من مسعفيها في جنوب البلاد.
ومع تكرار استهداف مسعفين في مناطق عدة، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجراء اتصالات دبلوماسية من "أجل الضغط على العدو الاسرائيلي للسماح لفرق الانقاذ والإغاثة بالوصول الى المواقع التي تعرضت للغارات والسماح بنقل الضحايا والجرحى".
وندّد ميقاتي "بما يقوم به العدو الاسرائيلي من انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية المتبعة".
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس إن عناصر حزب الله يستخدمون "بشكل متزايد سيارات الإنقاذ من أجل نقل المخربين والوسائل القتالية".
وأضاف "يستخدم حزب الله سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية لأغراض إرهابية"، وحذّر من أن "كل مركبة يثبت أن عليها مخربا مسلحا يستخدمها لأغراض الإرهاب (...) سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقها لمنع استعمالها العسكري".
وتشن إسرائيل حملة قصف متواصلة منذ 23 سبتمبر على مناطق واسعة من لبنان تقول إنّه يستهدف بنى تحتية ومنشآت تابعة للحزب.