الواشنطن بوست تعرض «انتكاسة» الاستخبارات الأمريكية في اليمن (مترجم)

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن انتكاسة الاستخبارات الأمريكية في اليمن وتراجع عملياتها ضد تنظيم القاعدة في اليمن، أقوى التنظيمات الإرهابية في العالم.

وأفاد مسئولون أمريكيون حاليون وسابقون لصحيفة "واشنطن بوست"، إن إغلاق السفارة الأمريكية في اليمن، قد أجبر وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ"سي آي إيه"، على تقليل نطاق تواجدها في مجال مكافحة الإرهاب في البلاد. وقالوا إن هذا الإجلاء يمثل انتكاسة كبيرة في العمليات المضادة لفرع تنظيم القاعدة الأكثر خطورة في العالم.

وأشار المسئولون إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية، سحبت عشرات من العملاء والمحللين والعاملين الآخرين من اليمن كجزء من عملية إخراج أكبر لحوالى 200 أمريكي، كانوا متواجدين في صنعاء. ومن بين من تم إخراجهم، ضباط رفيعو المستوى، عملوا، عن كثب، مع المخابرات والأجهزة الأمنية اليمنية، لاستهداف عملاء القاعدة وتعطيل المؤامرات الإرهابية التي عادة ما تستهدف الولايات المتحدة.

وكان رحيل الأمريكيين قد حدث بسبب مخاوف متزايدة بشأن الأمن في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث أطاح الحوثيون بالحكومة، كما قامت بريطانيا وفرنسا، الأربعاء، بإغلاق سفاراتهما أيضاً بعد واشنطن. كما أن الحوثيين استولوا على أكثر من 20 سيارة تابعة للسفارة الأمريكية، حسب ما أوردته وكالة "رويترز" و"سي إن إن".

من جانبه، أفاد مسئول بارز سابق مشارك في جهود مكافحة الإرهاب في اليمن، بأن انهيار الحكومة اليمنية قد عطل بعض عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن، كما أن إغلاق السفارة الأمريكية، يعقد التحديات ويضر بشكل بالغ بمهمة وكالة الاستخبارات الأمريكية "السي آي إيه" في اليمن. مضيفاً في الوقت ذاته، أن السفارة كانت تمثل القاعدة الأساسية في اليمن لعمليات المخابرات الأمريكية، وأن الاضطراب السياسى في العاصمة صنعاء وإغلاق السفارة يصب في مصلحة القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

من جانب آخر، قال مسئولون أمريكيون، إنه لم يتم سحب كل عناصر "السي آي إيه" من اليمن، مؤكدين أن "الوكالة" ستحاول إنفاذ شبكة الاستخبارات التي تم جمعها بالتعاون مع اليمن والسعودية والحلفاء الآخرين على مدى السنوات الخمسة الماضية.

إلا أن المسئولين أقروا بأن الترتيبات الاستخباراتية الأساسية والعلاقات التي تمت إقامتها قد تضررت على الأقل مؤقتاً.. فإغلاق السفارة، على سبيل المثال، شمل رحيل أفراد عسكريين وعناصر رئيسة من عملاء "السي آي إيه" الذين عملوا في السنوات الأخيرة مع نظرائهم اليمنيين والسعوديين في مركز مكافحة الإرهاب فى العاصمة صنعاء. لكن وكالة الاستخبارات الأمريكية لم تعلق على ذلك.

مسئولون ومشرعون أمريكيون حذروا من أن سحب عملاء "السي آي إيه" يسهل لتنظيم القاعدة بسط نفوذها على مناطق آمنة في اليمن.

من جانبه، قال رئيس شعبة الاستخبارات في البيت الأبيض، ديفين نيونز، في بيان الأربعاء، إن الاضطرابات الأخيرة في اليمن، قوضت بشكل ملحوظ جهود مكافحة الإرهاب في البلاد.

وقالت لجنة المخابرات الأمريكية الأربعاء، في بيان مكتوب، إن "القاعدة في جزيرة العرب يشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة، ويجب علينا أن نستمر في مطاردته بلا هوادة".

ونشرت وكالة المخابرات الأمريكية فرقاً من نشطاء ومحللين في اليمن، كما بنت قاعدة جوية من أساطيل للطائرات بدون طيار في المملكة العربية السعودية، والتي نفذت من خلالها عشرات الهجمات ضد أهداف القاعدة في جزيرة العرب.

لكن تلك الحملات تعتمد بشكل كبير على معلومات استخباراتية من شبكات المعلومات وغيرها من المصادر التي وضعت بالتعاون مع الحكومة اليمنية.

كما أن وكالة المخابرات المركزية عملت بشكل وثيق مع أجهزة الاستخبارات اليمنية، ومكتب الأمن القومي والأمن السياسي.

لكن ربما تكون وكالة المخابرات الأمريكية لاتزال على تواصل مع المسئولين في تلك الوكالات، كما أن بعضهم واصلوا تقديم تقارير على الرغم من تزايد العنف والفوضى في العاصمة صنعاء، ودليل ذلك، شن ضربات بطائرات بدون طيار على تنظيم القاعدة خلال الأيام القليلة الماضية.

وصرح مسئولون عسكريون في البنتاجون، والبيت الأبيض، الأربعاء، أن موظفي وزارة الدفاع مازالوا على الأرض في اليمن، يقومون بمهمة مكافحة الإرهاب حتى بعد مغادرة موظفي السفارة. لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، يوم الثلاثاء، اعترفت بأن الاضطرابات السياسية في اليمن تؤثر على قدرتها على مكافحة الإرهاب، لكنها مازالت تدرب بعض القوات اليمنية ولديها إمكانية أن تنفذ عمليات جديدة داخل البلاد ضد متشددي تنظيم القاعدة.

وكانت الخارجية الأمريكية، صرحت، الأسبوع الماضي، بأنها تشارك الحوثيين معلومات استخباراتية عن تنظيم القاعدة.

لكن عبد الملك العجري، عضو المكتب السياسي للحوثيين، وصف غارات الطائرات بدون طيار الأمريكية بأنها انتهاك للسيادة اليمنية، لكنه قال إن جماعة "أنصار الله" لم تأمر أجهزة الاستخبارات في البلاد وقف التنسيق مع مكافحة الإرهاب أو طالب الضربات الجوية بدون طيار أن تتوقف. بدلاً من ذلك، قال إنه سوف يترك تلك القرارات إلى اللجان الثورية التي شكلت في الأيام الأخيرة لتولي السيطرة على الحكومة.

وأضاف: "إذا كان الأمريكيون في استراتيجيتهم سيظهرون الاحترام للسيادة اليمنية، فإننا لن نعارض الطائرات بدون طيار".

العضو في المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" الحوثيين، ضيف الله الشامي، من جهته عبر عن وجهة نظر مماثلة، وقال إن جماعة "أنصار الله" تتحرك نحو محاربة تنظيم القاعدة، وإذا كان هناك أي شيء يمكن أن يساعد اليمن بشرط الحفاظ على سيادته ووحدته، فإننا سوف نأخذه بعين الاعتبار.

وبشأن استيلاء جماعة الحوثيين على سيارات السفارة الأمريكية، وصفت المتحدثة باسم الخارجية، جين بساكي بأنه "غير مقبول"، وطالبت بإعادة تلك السيارات التي استولت عليها جماعة أنصار الله الحوثيين في المطار.

*Washingtonpost