لماذا تحتفل الولايات المتحدة بيوم المحاربين القدامى؟

يحتفل الأميركيون في الحادي عشر من نوفمبر من كل عام بيوم المحاربين القدامى حيث يتم خلاله استذكار التضحيات التي قدمها أفراد القوات المسلحة خدمة لبلادهم ودفاعا عن مصالحها وقيمها.

ويعود تاريخ الاحتفال بهذا اليوم إلى عام 1919 وكان يعرف أولا بيوم الهدنة في إشارة الى تاريخ انتهاء الحرب العالمية الأولى بشكل عملي بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مهد لاحقا لتوقيع اتفاقية فرساي.

وقعت اتفاقية فرساي، التي أنهت الحرب بين الحلفاء وألمانيا في 28 يونيو 1919 في قصر فرساي في فرنسا، لكن القتال كان قد توقف قبل ذلك بسبعة أشهر عندما دخل وقف مؤقت للأعمال العدائية حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر.

ولهذا السبب، يُنظر إلى الحادي عشر من نوفمبر 1918 عموما على أنه "نهاية الحرب لإنهاء كل الحروب".

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد دخلت الحرب في 1917 بعد عامين ونصف من محاولات الرئيس الأميركي وودرو ويلسون إبقاء البلاد محايدة، ولكن مع تزايد تهديدات ألمانيا طلب ويلسون من الكونغرس الموافقة على "حرب تنهي الحروب كلها".

في 1919، أعلن ويلسون أن يوم 11 نوفمبر هو أول ذكرى لإحياء يوم الهدنة، الذي اعتبر عطلة وطنية في الولايات المتحدة اعتبار من عام 1938، وخصص لتكريم وتذكر الجنود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى.

وفي 1945 اقترح ريموند ويكس، وهو جندي شارك في الحرب العالمية الثانية، أن يتم توسيع احتفالات "يوم الهدنة" ليشمل المحاربين الأميركيين في جميع الحروب، وليس أولئك الذين شاركوا أو سقطوا في الحرب العالمية الأولى.

وبالفعل وافق الكونغرس في الأول من يونيو 1954 على استبدال اسم "الهدنة" بـ "المحاربين القدامى". ومنذ ذلك الوقت يتم الاحتفال به في أنحاء البلاد كافة.

ومنذ ذلك يجري تكريم أعضاء القوات المسلحة جميعهم، الأحياء منهم والأموات، في هذا اليوم، وتنظم مراسم عند قبر الجندي المجهول في مقبرة آرلينغتون الوطنية قرب العاصمة واشنطن، فيما تشهد مختلف أنحاء البلاد احتفالات واستعراضات تكريما للجنود، وإحياء لذكرى من فقدوا حياتهم في سبيل وطنهم.

كذلك تعلن المحلات التجارية على اختلاف أنواعها، تخفيضات مغرية فيما تقدم كثير من المطاعم وجبات مجانية لأفراد القوات المسلحة خلال هذا اليوم.