تفاقم معاناة طلاب وطالبات اليمن في الخارج في ظل تجاهل حكومي

عادت أزمة المستحقات والرسوم الدراسية للطلاب المبتعثين في الخارج إلى الواجهة، في ظل استمرار الحكومة في تجاهل مناشداتهم.

إحدى الطالبات اليمنيات المبتعثات للدراسة في الخارج، ناشدت الحكومة سرعة صرف مستحقاتهم، للإيفاء بالتزاماتهم المتراكمة والتركيز على التحصيل العلمي، داعية الناشطين ووسائل الإعلام الالتفات إلى معاناتهم بصدق كي تصل رسالتهم إلى المعنيين كافة.

وقالت الطالبة في رسالة صوتية تناقلتها وسائل الإعلام: "بحت أصواتنا ونحن نناشد ونطالب، علينا إيجارات متراكمة ورسوم دراسية، أغلبنا لا يستطيع الدخول إلى موقع الجامعة لأنه مغلق ولا يقدر على مواصلة الحياة بشكل طبيعي".

وأضافت "أصبحنا غير قادرين على أن نعيش لا كطلاب ولا كأناس عاديين، نحن أصحاب وضع مختلف، لسنا بالهاربين ولا قادرين على مواجهة الحياة فلماذا هذا التجاهل".

وتابعت: "ألا يكفي منظر اليمنيات وهن يشحتن في الشوارع، ويأكلن من أكوام القمامة في صنعاء وغيرها من المدن؟ أتريدون منا أن نصل إلى هذه المرحلة في عواصم الابتعاث؛ وأن نقف على أبواب المطاعم من أجل الحصول على بعض الوجبات".

وأوضحت أن طريقة صرف الأرباع التي تتم من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فيها نوع من الإذلال والإهانة، بحيث يتم صرف ربع أو ربعين بالكثير؛ بعد أن يكون قد استنفد الطالب كل ما يملك وكل قدراته، وحينها لا يستطيع مواجهة جزء من المتراكمات عليه، في ظل ظروف ومتغيرات صعبة.

وتساءلت الطالبة: لماذا يُطلب مننا كمبتعثين الصبر والتحمل كون البلد في حرب، فيما هناك صرفيات ونثريات بالملايين وبالعملة الصعبة للبعثات الديبلوماسية، وموظفين يعملون كبطالة مقنعة داخل السفارات والوزارات الافتراضية، ويعيشون حياتهم في بحبوحة بالطول والعرض.

وختمت رسالتها التي خاطبت بها الإعلاميين والناشطين الوقوف معهم، ليس كقضية طلابية، حسب قولها؛ بقدر ما هي قضية وطنية بحتة وإنسانية بامتياز. وتساءلت للمرة الأخيرة "إذا لم تقفوا مع الطلاب فمع من ستقفون.. مع السياسيين الذين يعبثون بالبلد ليل نهار؟".

وتعتبر قضية الطلاب والطالبات المبتعثين في الخارج قضية مفصلية، منذ اندلاع الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي، وتتحمل الحكومة اليمنية معظم التبعات من خلال المماطلة وعملية التأخير التي تعكس حالة من الفساد والإهمال، خاصة وأن هناك ميزانية خصصت لهذا الجانب مؤخرا ضمن بنود مخصصات (الإعمار) من الجانب السعودي.