"الحوثيون يقتلون أهاليهم".. 8 جرائم تهز اليمن آخرها إحراق قيادي لزوجته بصنعاء (تقرير)
في جريمة هي الثامنة تقوم بها قيادات ومسلحو مليشيا الحوثي بحق أهاليهم في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، سجلت ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء، الساعات الماضية، ثامن جريمة هزّت مشاعر اليمنيين تم توثيقها خلال شهر يوليو/ تموز الجاري، في الوقت الذي أصبحت المليشيا تعتبرها انتصاراً لمشروع تمزيق النسيج العائلي والمجتمي في اليمن.
وفي آخر التفاصيل، أقدم قيادي حوثي على قتل زوجته حرقاً، بعد رشها بمادة الديزل، في ضاحية العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في جريمة تضاف إلى جرائم عناصر الحوثي بحق أهاليهم.
وأكدت مصادر في مديرية همدان، أن المدعو محمد علي محسن جعدان الجايفي (30 عاماً)، أقدم على قتل زوجته الثلاثينية المواطنة "أمة الله صالح مجاهد ملفي الجايفي" بإضرام النيران فيها بعد رشها بمادة الديزل.
المصادر أوضحت أن الجاني قام بنقل زوجته الضحية من منزله الكائن في منطقة الجايف إلى منطقة كولة الدرعا، والأخيرة خالية من السكان، وتبعد عن الأولى 5 كيلو مترات، ورش على جسدها مادة الديزل، ثم أشعل النار فيها لتظل تحترق حتى فارقت الحياة.
وقالت مصادر محلية، إن المعلومات تضاربت حول مصير القائد الحوثي، ففي حين قالت المليشيا إنها اعتقلته وأودعته السجن لتقديمه للمحاكمة، ذكرت مصادر أخرى أنه لم يتم معرفة مكان إيقاف القاتل الذي يُعتقد أن المليشيا قامت بتهريبه.
ورصد محرر وكالة "خبر"، تغريدة أعلن خلالها المرصد الإعلامي اليمني، في حسابه على موقع تويتر، تسجيله منذ بداية يوليو/ تموز الجاري، وحتى 25 من الشهر نفسه، سبع جرائم لمسلحين حوثيين قتلوا وآباءهم وأمهاتهم وبعض أقاربهم وأهاليهم بعضهم عائد من جبهات القتال الحوثية وبعضهم عائد من دورات ثقافية وتدريبية عسكرية.
وقال، إنه في 1 يوليو/ تموز قتل مسلح حوثي والده محمد الرعوي في قرية الجبجب بعزلة المقاطن، بمديرية ريف إب، محافظة إب (وسط اليمن)، بينما قتل نجل المشرف الحوثي صالح عبده البحش في 7 يوليو/ تموز، ابن عمه بمديرية الرضمة، بالمحافظة نفسها.
ووفقاً للمرصد، بينما شهدت مدينة ذمار حادثتين، الأولى في 2 يوليو/ تموز، حين قام المشرف الحوثي المدعو "أبو تراب" والمعيّن لدى المليشيا مدير أمن مديرية يريم بقتل الشاب فضل صالح علي ناصر همام، لرفضه القتال معهم، فيما شهد يوم 24 من الشهر نفسه وفي ذات المحافظة ثاني جريمة، لمسح حوثي ينحدر من مديرية جبل الشرق، يدعى "وليد أحمد محمد عزالدين"، ليردي والدته قتيلة برصاص بندقيته حينما حاولت إيقافه عن إطلاق الرصاص على والده التي بلغت 13 رصاصة ونجا من جميعها الأب.
أما في 11 يوليو/ تموز فقد كانت الفاجعة من محافظة حجة (شمالي البلاد)، حين أقدم المسلح الحوثي "عسكر القديمي" على قتل نجله "عبدالغني" وسط المدينة، لتتكرر جريمة ذات بشاعة أشد لمسلح حوثي آخر يدعى "حامد الصباح"، وتحديداً في يوم 25 من الشهر، حين قام بقتل خمسة من جيرانه بينهم طفل إثر خلاف على قطعة أرض في منطقة صعصعة، بأطراف مركز المحافظة.
وامتدت مخاطر تفخيخ المليشيا لعقول المواطنين وتغذيتها الأفكار العدوانية ضد أهاليهم والمجتمع، لتنال العاصمة صنعاء نصيبا من ذلك، بعد أن قام العائد من جبهات الحوثي المدعو "محمود محمد حسن محمود" في تاريخ 18 يوليو/ تموز بقتل والده رميا بالرصاص، لتبلغ الوحشية ذروتها عند فصله رأس والده عن حسده بسلاح "الجنبية" وتصويب أكثر من طعنة في ظهره.
وفي اليوم التالي مباشرة، 19 يوليو/ تموز استيقظت مديرية حفاش بمحافظة المحويت "شمالا" على جريمة أشد وحشية من سابقتها، كان المجني عليه رجلا مُسنا وزوجته التي بلغت من العمر عتيا، فيما الجاني كان ابنهما المدعو "محمد علي الحرازي"، وهو أيضا من مقاتلي مليشيا الحوثي وتلقى العديد من الدورات العقائدية والعسكرية.
في السياق، دعا ناشطون يمنيون كافة اليمنيين للمشاركة في الحملة الإلكترونية الواسعة للتنديد بتصاعد جرائم القتل المروعة التي ترتكبها عناصر المليشيا الحوثي المدعومة من إيران بحق أقاربهم، والتي انطلقت مساء اليوم السبت الساعة 8:00 مساءً على هشتاغ #الحوثيون_يقتلون_اهاليهم
#HouthisKillTheirRelatives
ومنذ إشعال المليشيا الحوثية الحرب في البلاد في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، قُتل العشرات برصاص أقاربهم وسلاح "الجنبية"، إلا أن النظرة القبلية والمجتمعية لمثل هكذا جرائم تصفها بـ"العار والعيب" طوى صفحتها مجتمعيا، فيما أسدلت وسائل الإعلام المحلية الستار على تفاصيل مشاهدها احتراما لمشاعر ذوي الضحايا، ولكن بدء تكاثرها كفطر، قرع ناقوس الخطر الذي يُهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي، والذي تضخ له مليشيا الحوثي من خزانة الدولة مليارات الريالات تحت مزاعم مراكز صيفية ودورات ثقافية، محتواها أفكار فاقت إرهاب ومخاطر تنظيمي "داعش والقاعدة"، وهو ما تجلّت ثماره في حصاد الجرائم الأسبوعية والشبه يومية.
حقوقيون أكدوا لوكالة خبر، أن على المحامين اليمنيين مسؤولية كبيرة تجاه ذلك وتشكيل فريق تطوعي لرصد وتوثيق مثل هكذا جرائم وتقديمها للمحاكم الدولية، محملة في ذات الوقت الأمم المتحدة كامل المسؤولية إزاء صمتها عن سلسلة الجرائم الحوثية ما بين "اختطافات، وتعذيب، وتلفيق تهم، ودورات طائفية... الخ".