"إصابات بالفسفور الأبيض".. أدلة تشير لارتكاب جرائم حرب في تيغراي

أصيب إثيوبيون بحروق مروعة في الهجمات العسكرية على إقليم "تيغراي" تشير إلى وقوع جرائم حرب محتملة، حسبما أفادت صحيفة "التلغراف" اللندنية.

أشارت الصحيفة إلى أن الحروق المكتشفة خلال اللقطات التي حصلت عليها تتفق مع استخدام مادة الفسفور الأبيض الحارقة في حرب تيغراي، وهو ما يمثل جريمة حرب محتملة.

توضح لقطات وشهادات لشهود وضحايا استطاعوا الهروب من الحرب في تيغراي إلى أن الجيشين الإثيوبي والإريتري ربما استخدموا أسلحة حارقة قوية في مناطق مدنية.

قال خبراء أسلحة كيماوية بارزون إن اللقطات تتوافق مع الفسفور الأبيض، المحظور استخدامه ضد أهداف بشرية بموجب القانون الدولي.

والأحد، أعلنت الولايات المتحدة، فرض قيود على المساعدات الأميركية الاقتصادية والأمنية التي تمنحها لإثيوبيا، فضلا عن تنفيذ قيود على تأشيرات دخول مسؤولين إثيوبيين وإريتريين على خلفية استمرار النزاع في الإقليم منذ شهور.

وأديس أبابا حليف قديم لواشنطن، لكن الولايات المتحدة تعرب عن قلقها بشكل متزايد منذ أن شن رئيس الوزراء الأثيوبي، أبي أحمد، في نوفمبر هجوما عسكريا واسع النطاق على إقليم تيغراي لتوقيف ونزع سلاح قادة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، الحزب الحاكم في المنطقة. 

وبرر أبي أحمد، وهو الحاصل على جائزة نوبل للسلام، العملية العسكرية، بهجمات استهدفت معسكرات للجيش واتهم الجبهة بالوقوف خلفها.

وحصلت القوات الإثيوبية في هجومها على دعم قوات من جارتها الشمالية إريتريا، ومن قوات منطقة "أمهرة" الإثيوبية المحاذية لتيغراي من الجنوب.

وعانت كيسانيت غبريميشيل، وهي فتاة تبلغ من العمر 13 عاما من قرية أدياكورو وسط تيغراي، من حروق مؤلمة عندما تعرض منزلها للهجوم في 20 أبريل.

قالت وهي تبكي إن منزلها تعرض لسقوط كتلة نارية من السطح أحرقتها على الفور ولها رائحة مثل البارود.

تُظهر اللقطات التي تم التقاطها في المستشفى بعد وقت قصير من وصول غبريميشيل إلى المركز الطبي بشرتها الداكنة وقد احترقت تماما من ذراعيها وساقيها ووجهها ويديها.

قالت إن المورفين وهو مسكن أفيوني قوي، لم يخفف من آلامها، بينما حتى اللمسة اللطيفة من والدتها أو من الممرضات تسبب لها الألم.

والفسفور الأبيض مادة تحترق عند تعرضها للهواء وتتفاعل مع الأوكسجين لتكون نارا ودخانا بحرارة تصل إلى 2700 درجة مئوية، إذ يمكن أن يحرق ويذيب جلد الإنسان.

ويمكن استخدام هذه المادة بشكل قانوني لإلقاء الضوء على ساحة المعركة ليلا أو لتوفير ستائر دخان تكتيكية. لكن استخدامه ضد الإنسان يمكن أن يصنف على أنه جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف للأمم المتحدة. 

وتقييد وصول الصحافيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان، فضلا عن وجود حالات تعتيم على الاتصالات، تجعل من الصعب التحقق من سيل الروايات عن جرائم الحرب والتطهير العرقي والاغتصاب الجماعي الذي نشأ عن الصراع. 

وجددت الولايات المتحدة دعوتها لحل سياسي دائم للأزمة في إثيوبيا، إذ قال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، "نحن ملتزمون بدعم الجهود المبذولة لحل الأزمة في تيغراي ومساعدة الإثيوبيين على دفع المصالحة والحوار للتغلب على الانقسامات الحالية".

وطلبت صحيفة "التلغراف" من الحكومتين الإثيوبية والإريترية التعليق، لكن لم يستجب أي منهما.