أزمة اليمن على موعد مع رابع مبعوث أممي ولاجديد

يبدو ان الصراع في اليمن بات على موعد مع رابع مبعوث أممي بعد بعد تواتر الأنباء عن خطط أممية لاقالة مارتن غريفيث من منصبه كمبعوث أممي إلى اليمن بعد الفشل الذريع الذي أسهم في مفاقمة الأوضاع الانسانية وعجز عن الخروج بحل سياسي لإنهاء الحرب.

على مدار 3 سنوات، أخفق البريطاني غريفيث، في إقناع أطراف النزاع بالمبادرة التي طرحها قبل عام وتنص على وقف إطلاق النار وتدابير إنسانية واقتصادية قبل الانتقال إلى العملية السياسية، بل وانقذ الحوثيين من الانهيار في الحديدة، باتفاق استكهولم والذي ساعد المليشيات على اعادة تموضعها وترتيب صفوفها في المدينة الساحلية.


بل ومارس غريفيث التستر ووفر غطاء للماطلة الحوثيين عن تنفيذ أي من بنود اتفاق استكهولم، سواء الانسحاب من مدينة الحديدة وتسليم موانئها الثلاثة او رفع الحصار عن تعز، او اطلاق سراح جميع الاسرى والمختطفين.

وبدلا من الضغط على الحوثيين وتعريتهم وتسميتهم كمعرقلين امام المجتمع الدولي، او اعلان وفاة اتفاق استكهولم بسبب التعنت الحوثي، اطلق غريفيث مبادرة جديدة للحل تمت تحت مسمى الاعلان المشترك، وجميعها تؤدي في النتيجة إلى اطالة امد بقاءه كمبعوث أممي لدى اليمن.

غير أن المحادثات الأخيرة التي احتضنتها مسقط، الأيام الماضية، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد ما فشل غريفيث في إقناع الحوثيين بالقبول بمبادرة الحل السعودية والأممية أو وقف الهجوم البري على مدينة مأرب، لتكون بمثابة المسمار الأخير على الأرجح في مسيرة غريفيث الذي أشهر ما يشبه راية الاستسلام، وأعلن أن تحركاته "ليست في المكان الذي يود أن نكون فيه"، كما كشف النقاشات حول الإعلان المشترك لوقف إطلاق النار، لم تتوصل إلى اتفاقات.

 

اعلان غريفيث عن اخفاقه يأتي في وقت تقوم فيه الولايات المتحدة بدور أكثر نشاطا في الملف اليمني، من خلال تعيين مبعوثها الخاص تيموثي ليندر كينغ، في تطورات تؤشر على دور أكثر نشاطا لإدارة بايدن، والتي رحبت بالمبادرة السعودية لانهاء الحرب واتهمت الحوثيين بانهم فوتوا فرصة كبيرة للسلام.

وشهدت الفترة التي قضاها غريفيث، جولات مكوكية واسعة لمناقشة الحلول مع كافة أطراف الصراع الداخلية واللاعبين الإقليميين، كما نفذ أول زيارة إلى طهران في فبراير/شباط الماضي لمطالبتهم بإقناع حلفائهم الحوثيين بالانخراط في عملية السلام، لكن حقق نتائج يتيمة تمثلت في الإشراف على توقيع اتفاق ستوكهولم الذي أوقف معركة الحديدة أواخر 2018، وكذلك الإشراف على أكبر صفقة لتبادل الأسرى بين طرفي النزاع منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي تم بموجبها تبادل 1056 أسيرا من الجانبين.

وغريفيث هو الوسيط الأممي الثالث في الأزمة اليمنية المعقدة، حيث تم تعيينه في 16 فبراير 2018، خلفا للمبعوثين إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي أخفق هو الآخر في تحقيق أي اختراق نحو وقف الحرب، والمغربي جمال بن عمر، الذي غادر المنصب في إبريل 2015، وعاد إلى واجهة الملف، الأيام الماضية بطرح مبادرة جديدة للحل.

غريفيث فشل فشلاً ذريعاً بل وأسهم في تعقيد الصراع في اليمن والأهم من ذلك ان الامر بحاجة إلى وقفة تقييم لعمل الأمم المتحدة سواء كمبعوث او كمؤسسات حتى يكون الإسهام الدولي فاعلا لصالح الشعب اليمني وملتزما بمباديء الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد:

غريفيث يعلن فشله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن