أبرز مآخذ المعلقين عليها.. الرواية الأولى لشاهد عيان حول مذبحة الجنود بحضرموت (النص)

قدم شاهد عيان ــ حضر وشهد واقعة قبض وأسر جنود يمنيين من على ظهر حافلة نقل ركاب، واقتيادهم قبل إعدامهم بدم بارد ذبحاً، ليلة السبت في حضرموت شرق اليمن، من قِبل تنظيم القاعدة الإرهابي ــ قدم شهادته الخاصة والأولى وروايته لما حدث بتفاصيل خاصة سردها وتضمنت، بحسب معلقين، فراغات كثيرة يجب ملؤها فضلاً عن كونها تقدم وجهاً لما حدث، باعتباره فعلاً طائفياً ومذهبياً من الدرجة الأولى، وهو ما استدعى تعليقات تحفظت على سياق وصيغة الرواية، وأنها تميل إلى تمجيد، أو أقله التخفيف من شناعة وبشاعة الجريمة التي هزت اليمن، وحصرها في زاوية صراع جماعات مسلحة طائفية، بالتطرق إلى الجنود باعتبارهم وقوداً لها أو أفراداً في إحدى مجموعتي الصراع(..)

علاوة على ذلك أخذت تعليقات تنتقد التوصيف الضمني للمذبحة، باعتبارها تندرج ضمن الرد على أحداث العنف التي شهدتها محافظة ومدينة عمران شمال اليمن، مؤخراً، بين جماعتي الحوثيين والإصلاحيين. كما يلاحظ معلقون أن الرواية، أو شهادة العيان، تصور أو تنقل عن الفاعلين تصويرهم للجنود اليمنيين الضحايا كأفراد في مجموعة طائفية يجوزون لأنفسهم ذبحهم وإعدامهم بدم بارد(..)

ولا يتوقف الأمر هنا.. وإنما، أيضاً، تتبنى الرواية، أو أنها تنسب إلى بالعيد (المرقشي) قولاً يخلع على الحادثة طابعاً سياسياً يتعمد إلحاق قائد المنطقة العسكرية الأولى بالرئيس السابق(..) قبل أن ينتقل من هذا إلى القول بأن الرئيسين، السابق والحالي، مواليان لأمريكا، وهذا يبرر ذبح الجنود هكذا(..) على ما تسرد الشهادة المروية هنا.

الرواية الأولى من نوعها، تقريباً، تعيد نشرها وكالة "خبر" للأنباء، ولا يمكن للوكالة التأكد من صحة ما تضمنته أو بعضها، منوهة بأن الرواية والشهادة تعبر وتنقل وجهة نظر ورأي كاتبها وصاحبها الذي ذكر، أيضاً، أنه كان وآخر معه في ضيافة الاستخبارات العسكرية بصنعاء عقب الواقعة(..)

الناشط السياسي، كما يصف نفسه في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك (أمين بارفيد/ Ameen Barfaid)، قدم ونشر بصفحته الساعة العاشرة صباح السبت 9 أغسطس - غداة واقعة المذبحة البشعة- شهادته الخاصة التي تنشر هنا بنصها دون تدخل من المحرر لا إملائياً ولا لغوياً، وبعنوانها كما يلي:

"احداث أمس.. من سيئون الى الحوطة
وصلنا سيئون الخامسة عصرا وكان الوضع جدا متوتر بعد ان صلينا المغرب توجهت الى الباص لنغادر.. صعدت الي الباص وجلست بالمنتصف وجهة السائق ممتلئة بجنود تبدو عليهم علامات الخوف والتوتر باسلحتهم وجعبهم ولابسين بعض قطع الميري (واضح انهم عسكر ) قبل المغادرة صعد مسلح الي الباص وتجول فيه وخرج وازداد توتر الجنود وخوفهم بصعود المسلح وخروجه ..

تحرك الباص بعد صلاة المغرب باتجاه المطار سالكا الطريق العام باتجاه شبام ابلغ سائق الباص ان انصار الشريعة ينتظرونا على الخط فرجع الي سيئون ودخلنا بالخط الداخلي (سيئون -الحوطه) وفي طريقنا لاحظنا مسلحين يتابعونا بدراجة نارية.. توتر الجنود ازداد و اخبروا سائق الباص اما ان يرجعهم الى المكتب او ان لا يقف عند المسلحين.. اعترض بقية الركاب علي السائق ان لا يعرض حياتهم للخطر وان يوقف اذا طلبوا منه الوقوف .. اقترحت انا وزميلي محمود الهندي على السائق بان يستاجر سيارة يعود فيها الجنود الي المكتب ونواصل طريقنا لكن الفكرة لم تستحسن.

واصلنا المشي وحاولنا اقناع الجنود بإخفاء المظاهر المسلحة.. الجعب والسلاح تحت الكراسي وفوق وتغيير اللبس واخفاء البطاقات العسكرية لمحاولة تمريرهم معنا كمدنيين ..و لو لم نفعل هكذا لحصلت مجزرة داخل الباص راح ضحيتها كل الركاب لاننا سمعناهم يخططوا للمواجهة داخل الباص في حالة لو اوقفنا من قبل انصار الشريعة.

وصلنا الي الحزم فاعترضتنا نقطة مسلحين طلع واحد ملثم وقال: بطائقكم ياشباب العفو منكم ندور على ناس من دهم.. بدأ يتفقد البطائق الى ان وصل عند اول جندي
من اين انت ؟
رد: من عمران
والثاني: من اين انت ؟
تلعثم وماجاوبش وارتفع الصوت وامروا الجميع باخلاء الباص... خرجنا وعند الباص اكثر من 50 مسلح (معظمهم حضارم وملثمين ) يعتذرون منا ويقولوا العفوا منكم هؤلاء انجاس روافض اتوا لقتال اهل السنة .. خرجنا من الباص تركونا علي جنب بعد ان رأوا بطائقنا وهم يكبرون ويعتذرون منا ويلعنون الروافض .. بطحوا الجنود على الارض وهم يصيحون.ويبكون (موقف يدمي القلب من هوله )و الكاميراء تصور كل شيء ..

بعد ان فرزونا وبطحوا الجنود على الارض فتشوا الباص واخذوا امتعة واسلحة الجنود.. عدنا الى الباص ولحقنا جلال بالعيد وخطب بنا خطبة ابرز ما جاء فيها:
- ان هؤلاء روافض انجاس تركوا الحوثي يستبيح الشمال واتوا لقتال اهل السنة في الجنوب.. كرر اتهامهم للجنود بالروافض..

- لاتوجد بيننا وبين المسلمين اي عداء وماجينا الا لنصرة اهل السنة ولمصلحة المسلمين ولو لاحظتم كل الاموال التي اخذناها من البنوك في القطن وزعناها على المسلمين.. ونتمنى من المسلمين ان يناصروا ويعينوا اخوانهم المجاهدين..

- الحليلي محسوب على عبدالله صالح.. وعلي عبدالله صالح وعبدربه منصور باعوا البلاد للاعداء.

- امريكا لاتقاتل الا من هو على الحق وبما ان امريكا تقاتلنا فنحن على الحق.

- ايضا المح ان هذه العملية ردا على عمليات امس التي نفذها الجيش.

وختم كلامه بالاعتذار لنا وان نسامحهم على اي خطأ صدر منهم ضدنا وامرونا بالمغادرة وحملوا الجنود على هايلكس وركب بلعيد سيارة كرلا..

وغادرنا الحوطة وما ان وصلنا القطن حتى ابلغنا بأن الجنود - عليهم رحمة الله - استشهدوا الا جندي كان معنا لم يكتشفوه لان لبسه مدني وجلست جنبه خلال كلمة المرقشي (تمويه) وقلنا له اذا سألوك قلهم اشتغل في مطعم في تريم .. ووصل معنا الي صنعاء بسلامة الله وحفظه حيث استقبلتنا الاستخبارات العسكرية".