وطـن في خطـر

قالت صحيفة محلية يومية أن كل الطرق السالكة في اليمن تقود إلى انهيار الدولة وتمزقها، في إشارة لما تشهده البلد على كل الاصعدة شمالا وجنوبا.

وأشارت "اليمن اليوم" في يوميتها إلى ما تشهده البلد على مختلف الجبهات، من هبة شعبية في الجنوب تتصاعد وتنزلق إلى مسارات غير آمنة بعد أن استغلها الحراك الجنوبي لإزالة الركود الذي أصابة وإحراز خطوة متقدمة للإنفصال، وحرب طائفية تتسع يوما بعد آخر في الشمال حتى شملت خمس محافظات، ومخاوف من اندلاع جبهة سادسة في المناطق الوسطى، وحكومة ثبت فشلها وعجزها وغلبة فسادها، وحوار وطني ميت سريريا منذ انتهاء موعده المحدد قبل 3 اشهر.

وذكرت الصحيفة ان مخرجات الهبة الشعبية في الجنوب والحرب الطائفية في الشمال –وفقا لمراقبين- لن تكون أقل من فرض "الأقلمة" غير المدروسة والمزروعة بألغام تجعل من الاقتتال داخل كل إقليم وبين الأقاليم هو السائد، قبل إقرارها من حوار استغرق ثلاثة أشهر كأشواط إضافية لغرض إقناع المتحاورين بعدد الأقليم المطلوبة دون جدوى.

وأوضحت الصحيفة انه في ظل حكومة فاشلة وفاسدة عجزت حتى عن تأمين مقراتها ويراد التمديد لها عامين إضافيين بكامل علاتها، فليس لمن يراقب المشهد اليمني إلا أن يرسم ملامح سوداء تاركا التفاصيل للقدر.

وأضافت ان رئيس الجمهورية عبدربة منصور هادي أشار إلى ذلك في اجتماعه الاستثنائي الأحد مع هيئة رئاسة الحوار مؤكدا أن مؤشرات الأوضاع غير مطمئنة وأننا وصلنا نقطة قرب المنحدر الكبير، وأن الانهيارات الأمنية والاقتصادية ينبغي أن لا تتتجاوز ما وصلت إليه.

وتابعت الصحيفة ان حكومة باسندوه لجأت لسحب أرصدة مالية من قطاعات إيرادية لضمان سداد رواتب الموظفين لشهر ديسمبر، وكانت رهنت أصول شركات النفط لبنكي سبأ والتضامن قل أشهر، فيما تستعد لرهن وبيع قطاعات أخرى لذات الغرض "تسديد رواتب الموظفين لشهر يناير المقبل"

ونقلت الصحيفة عن السياسي البارز وأستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ان كل ماتشهده الساحة اليمنية وما وصلت إليه من منعطف خطير جدا وغير مسبوق هو ثمن هروب مختلف القوى السياسية وعلى رأسها القائمون على أمور الحوار الوطني من بناء الدولة البناء المؤسسي الذي يضمن الوصول إلى دولة ديموقراطية عادلة شعارها "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".

وقال المتوكل "كل ماتشهده الساحة والأوضاع المأساوية التي تتفاعل يوما بعد آخر تنذر بمخاطر فوضوية تنتهي بانهيار الدولة لا سمح الله ولكن هذه الاوضاع تدل دلالة قاطعة على لمن لا يريد أن يفهم أنه لن يستطيع طرف بعد اليوم أن يحكم اليمن منفردا، وتابع القول: وأنا قد قلت ذلك ذات يوم لأمين عام حزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي أنه إذا كنتم تفتكرون أن بإمكانكم حكم اليمن منفردين فأنتم مخطئون، اليمن لن تهدأ ولن تستقر الأوضاع مالم تبن الدولة على أسس صحيحة وبمشاركة جميع أبنائها بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم.

من جهته قال رئيس تنظيم الأحرار والنائب البرلماني الشيخ عبده بشر للصحيفة أن الأوضاع للأسف تسير بخطى متسارعة نحو الانهيار، مشيرا إلى اننا قد نصل لحظة الانهيار الشامل ما لم تتدارك القيادة السياسية ذلك ومعها عقلاء مختلف القوى السياسية.

وتابع بشر القول: لقد اثبتت حكومة الوفاق خلال العامين الماضيين وبما لا يدع مجالا للشك فشلها وأنها ربما الأسوأ بين حكومات دولة الوحدة، فالأوضاع المعيشية والأمنية مستمرة في تدهورها فيما أخونة مؤسسات الدولة من قبل الإخوة في قيادة حزب الاصلاح وكأنهم لا يهمهم إلى أين تسير الأوضاع السيئة بالوطن، وأننا بفعل هذه السياسات وفي ظل العجز الحكومي والفساد المتنامي ندفع بهذا الوطن دفعا إلى اللاوطن.