"هادي" في محاولة جديدة لترويض الجنوب بعد فشل تحالف "بن علي"

في ظل الغليان الشعبي الذي يشهده الشارع الجنوبي، يقوم الرئيس عبدربه منصور هادي بزيارة مفاجئة الى محافظة عدن، قادما من اقصى الجنوب وتحديدا من جزيرة "سقطرى" التي وعد اهلها بإعلانها محافظة مستقلة خلال الايام القادمة . ويحاول الرئيس هادي من خلال زيارته الى محافظة عدن البحث عن تحالفات جديدة لترويض الجنوب واطفاء شعلة ثورته بعد فشل تحالفه مع رئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب محمد علي احمد الذي وكما يبدوا فضل الانضمام الى مطالب الشارع الجنوبي بحق تقرير المصير واستعادة الدولة السابقة . وهذه الزيارة هي الثالثة للرئيس هادي الى عدن، ويبدوا من طبيعتها وتوقيتها المتزامن مع انتهاء الحوار الوطني الشامل انه يسعى لإقناع الجنوبيين بقبول مخرجات الحوار التي جاءت على غير ما يشتهون وابقت على الوحدة اليمنية التي يرفضها فصائل عدة من الحراك الجنوبي الذي يقود هذه الثورة . وفي الزيارتان السابقتان تمكن الرئيس هادي من اقناع كثير من القيادات الجنوبية وبعض مؤسسي الحراك الجنوبي المشاركة في مؤتمر الحوار تحت جناح مكون محمد علي احمد، منهم العميد السعدي والعميد ناصر الطويل وقائمة كبيرة من القيادات الجنوبية التي لها ثقلها والتي بمجرد اندلاع شرارة الخلاف بين هادي وبن علي فضلوا الوقوف مع الاخير كونه يخاطب وجدان الشارع الجنوبي . ولعل الخلاف الاخير ومحاولات الضغط التي تعرض لها بن علي لقبول مخرجات الحوار الوطني جعلت من الاخير بطلا ورمزا لدى الجنوبيين الذين راوا فيه غير ما كانوا يتوقعون، وتأكد لهم انه يبحث عن حلول ترضي شعب الجنوب ولن يرضى بتلك الحلول التي يسعى هادي الى تنفيذها من اجل اخماد الثورة الجنوبية . وقد يستعين الرئيس هادي خلال هذه الزيارة بشقيقه الاكبر اللواء ناصر منصور هادي وكيل جهاز الامن السياسي لمحافظات عدن ولحج وابين لترويض الجنوب واحتواء مكونات الحراك الجنوبي، خاصة وانه شخصية لها ثقلها ونفوذها الكبير في عدن خاصة وباقي محافظات الجنوبية عامة . وكالة الانباء الحكومية قالت ان الرئيس هادي سيلتقي خلال زيارته لعدن بالقيادات التنفيذية والمحلية والعسكرية والأمنية والفعاليات السياسية والاجتماعية، غير ان مصادر محلية اكدت لوكالة "خبر" ان الرئيس هادي سيلتقي ايضا بقيادات الحراك الجنوبي وخاصة تلك المحسوبة على التيار المتشدد الذي يقوده علي سالم البيض من العاصمة اللبنانية بيروت . وشكلت القضية الجنوبية عقبة رئيسية لسير اعمال مؤتمر الحوار الوطني، ويتوقف مستقبل الحوار واليمن على الحلول التي سيخرج بها فريق القضية الجنوبية ولجنة الـ16 المنبثقة عنه لتحديد شكل الدولة القادمة، الا ان الرئيس هادي اعلن في الثامن من الشهر الجاري عن بدء الجلسة الختامية للمؤتمر، وكشف فيها ان حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي وإعادة صياغة عقد الوحدة بين كافة المكونات اليمنية في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة، - على حد قوله.