إحماء متأجج لصراع يناير في عدن.. "الانتقالي" يحظر نشاط الإصلاح ويهدر دم "المخالفين"

تشهد مدينة عدن اليمنية احتقانا سياسيا وأمنيا كبيرين، بالتزامن مع تظاهرة دعا إليها المجلس الانتقالي الانفصالي الذي يتبنى الدعوة إلى إعادة تشطير اليمن، بين شمال وجنوب.
 
وتظاهر المئات في مدينة المعلا بعدن، للتأكيد على رفض قرارات هادي بإقالة مسؤولين جنوبيين أعلنوا تأييدهم للمجلس الانفصالي والذي شكله الزبيدي وبن بريك عقب إقالتهما من منصبيهما في شهر أبريل الماضي.
 
ودعا للمهرجان محافظ عدن المقال اللواء عيدروس الزبيدي الذي يرأس المجلس، في حين أعلن الأخير حظر نشاط حزب الإصلاح الإسلامي في محافظات جنوب اليمن.
 
ويأتي المهرجان وسط احتقان سياسي واستنفار أمني، إذ عززت القوات التابعة لقطبي الصراع في عدن إجراءاتها في النقاط التابعة لها بمداخل المدينة والتقاطعات الرئيسية.
 
ودعا رئيس حكومة المنفى أحمد عبيد بن دغر، إلى رفع حالة الحذر القصوى للوحدات العسكرية والأمنية، الموالية لهادي في مدينة عدن ومحيطها، وتشديد الإجراءات على مداخل المدينة تحسبا لأي "تطورات من شأنها التأثير على السكينة العامة".
 
في المقابل، منعت اللجنة المنظمة، دخول العربات العسكرية إلى ساحة المهرجان والشوارع القريبة منها إلا المكلفة بحماية الفعالية والتي تحمل تصريحا رسميا بالمرور، ومنع حمل السلاح لأي كان، ويشمل ذلك المسؤولين والقادة العسكريين.
 
وأمس الأول، أصيب خمسة أشخاص على الأقل في اشتباكات بين مسلحين وقوات من الحزام الأمني التي تدعمها الإمارات في محيط حي الممدارة في عدن وجوار ملعب 22 مايو.
وذكر شهود عيان أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين جماعات وصفوها بالمجهولة، قبل أن تتدخل قوات من الحزام الأمني لمحاولة فض الاشتباك، ثم جرى تبادل لإطلاق النار وملاحقات، أصيب على إثرها جنديان من قوات الحزام الأمني.
 
هتافات ضد المجلس الانفصالي
 
ودعا رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي أنصاره إلى مزيد من وحدة الصف، وسط عاصفة خلافات تعصف بكيانات سياسية جنوبية وتصاعدت وتيرتها أخيراً.
وردد المئات من المتظاهرين هتافات مناوئة للزبيدي ومجلسه، بالتزامن مع اعتلاء الأخير منصة صغيرة لحث المحتشدين على "الاتحاد".
 
وبات الزبيدي رئيسا لمجلس انتقالي جنوبي يناهض حكومة المنفى بقيادة الفار عبدربه منصور هادي.
ووعد الزبيدي في كلمته قيادات المجلس الانتقالي بتحقيق إنجازات قريبة، وقال إن "المجلس الانتقالي وجد ليبقى ويواصل مشواره السياسي".
 
وعلى مقربة من حي المعلا كان العشرات من مناهضي المجلس الانتقالي الجنوبي يتظاهرون بحي المعلا ووسط ساحة العروض الشهيرة.
 
انقسامات عميقة
 
وتعيش عدن احتقانا سياسيا وأمنيا عقب الدعوات التي وجهها المجلس الانتقالي لرفض قرارات هادي قضت بإقالة ثلاثة محافظين يشغلون عضوية المجلس.
 
ومن شأن قرارات هادي أن تنعش الصراع المناطقي، القديم/ الجديد جنوبي اليمن، بين تياري ما يسمى "الزمرة" و"الطغمة"، تحت تأثير إفرازات أحداث شهدها الجزء الجنوبي من اليمن، خلال يناير منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي.
 
وشهدت عدن الفترة الأخيرة صراعا حادا بين التيار الحراكي المدعوم إماراتيا من جهة، والتيار الموالي للسعودية والذي يمثله عبدربه هادي وحكومة المهجر، إضافة إلى حزب الإصلاح، الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين.
 
ويشهد الشارع الجنوبي انقساما كبيرا على مستوى الشارع والقيادة، وسط مخاوف من التحول إلى أعمال عنف، وفق إفرازات الصراع التاريخي في هذه الجغرافيا اليمنية.
 
وفي وقت سابق اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي حكومة المنفى بقيادة هادي وبن دغر، بالفشل والإفلاس وهدد رئيسها بالعقاب "بشكل لا يتمناه أحد".
 
وقال تصريح مطول أصدره المكتب الإعلامي للمجلس تعقيباً على تصريحات بن دغر "إن الرسالة التي نشرها بن دغر دليل على فشل الحكومة وافلاسها ولجوئها الى التحريض وإثارة الصراعات السياسية والاجتماعية والمذهبية".
 
وجاءت تصريحات المجلس ردا على تحذير أطلقه بن دغر، من ما وصفه بـ "صراع غبي" يتم التحضير له في عدن ودعا من وصفهم بـ"العائدين" في إشارة إلى القياديين في الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك إلى تحمل مسؤوليتهم لحفظ الأمن كقوة أمر واقع تسيطر على العاصمة المؤقتة عدن.
 
وهاجم المكتب الإعلامي للمجلس الجنوبي بن دغر وقال بأن تصريحاته قد توجب عليه عقاباً "لا يتمناه أحد" واتهمه بالفشل في تقديم الخدمات للمحافظات الجنوبية.
 
ويقيم الفار عبدربه منصور هادي ومعظم مسؤولي حكومته في العاصمة السعودية الرياض ويبدو غير قادر على العودة إلى عدن بعد أن غدت واقعة تحت سيطرة قوات لا تدين له بالولاء.
فتوى دينية تبيح دم معارضي المجلس الانفصالي
 
وعقب تأدية المتظاهرين شعائر صلاة الجمعة في ساحة المعلا، ألقى رجل دين موال للواء عيدروس، خطبة وصفت بالتحريضية.
 
وقال الخطيب الذي يدعى محمد رمزو "إن من يخالف المجلس الانتقالي الجنوبي خائن للوطن ويتبع ما أسماه دولة الاحتلال اليمنية" - حد قوله.
 
وذهب "رمزو" في خطبته، إلى ما هو أخطر من التحريض المدفوع بنزعة عنصرية مناطقية، حيث أفتى بسفك دم كل من يخالف المجلس الانفصالي، وقال محمد رمزو: "إن دم الجنوبي على الجنوبي حرام إلا من خان".
 
ودعا رمزو إلى تأييد المجلس الانتقالي الجنوبي من قبل كافة الأطراف الجنوبية والكيانات السياسية والمكونات.
 
وأضاف: "نقول للجنوبيين الذين خانونا.. عودوا إلى صفنا"، مطالبا من يريد وحدة أو أقاليم أو فيدرالية بالمغادرة إلى صنعاء.
 
حظر نشاط الإصلاح
 
وأعلن ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، حظر نشاط حزب الإصلاح وهو الامتداد المحلي لتنظيم الإخوان الدولي.
 
وجاء الإعلان في بيان أصدره المجلس الانفصالي في ختام فعالية سياسي أقيمت بحي المعلا.
 
وقال المجلس "انه سيتخذ الإجراءات الخاصة بعملية الحظر".
 
وتضمن البيان حظرا لأنشطة جماعات أخرى بينها القاعدة وداعش وجماعة الحوثيين (أنصار الله).
 
اقرأ المزيد: