موقع الحرب الأمريكي: حقائق لا تقال في الغرب حول حرب اليمن

ما يقال في التقارير الإخبارية السائدة، والمحطات ومعظم ما يتناوله ويقال في الغرب، عن الحرب في اليمن، ليس هو تماماً ما يحدث في الواقع على الأرض. هذا بحسب ما يؤكد موقع الحرب الأمريكي المختص بالتحليلات العسكرية والصراعات "War Is Boring" في تصديره لتقرير بمعلومات وأرقام و"حقائق" تعيد رسم خارطة ومعادلة الحرب والصراع وتموضع الأطراف كمّاً وكيفاً وحيثيات ما عليه واقع حال كل منهم.

"إذا كنت تعتقد أنك تعرف الكثير عن الحرب في اليمن.. فأنت مخطئ تماماً: دعونا نقطع طريق التضليل" يعنون "War Is Boring" (الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2016) تقريره.

يشير الموقع بداية، إلى أنه ومع أحدث موجة من الغارات الجوية، ومذابح المدنيين اليمنيين، وهجمات الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية.. (والسفينة الحربية الأمريكية).. تصدرت الحرب، التي يبدو أنه لا نهاية لها مجدداً، عناوين الصحف بدرجة أكبر وأكثر هذه المرة.

ولكن، صدقاً، يقول التقرير، العديد من المراقبين الأجانب، مع ذلك، لا يزالون متخبطين حول الحرب في اليمن. إنها لأمر معقد بصراحة.

ويتابع بالقول: حقيقة الأمر هي أن "الحكومة الشرعية" التي تدعمها دول الخليج تفتقر إلى الدعم الشعبي والعسكري. وقف الجيش اليمني إلى حد كبير مع الرئيس صالح والحوثيين. إيران ربما تلعب دوراً ضئيلاً جداً.

ويلاحظ أن الإرهابيين، في اليمن تصدروا، في أحسن الأحوال، واجهة القتال الرئيسي خلال هذه الحرب.

ويذكر الموقع أنه، في عام 2015، شن التحالف الذي تقوده السعودية من تسع دول عربية: المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، مصر، المغرب، الأردن، الكويت، قطر، والبحرين، حملة عسكرية (في الحرب الأهلية) في اليمن، والتي زاد سعارها أكثر وأكثر منذ تدخل التحالف.

بحسب التقرير تتحدد المواقف التالية:

الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية هو "أن التحالف يدعم القوات الموالية لحكومة عبد ربه منصور هادي" في مواجهة الحراك السياسي الحوثي المدعوم من إيران".

موقف الحوثيين هو أنهم "يقاتلون ضد العدوان "السعودي الصهيوني" المدعوم من الولايات المتحدة".

موقف الأميركيين أقل وضوحاً. وتصر واشنطن أن دور الجيش الأمريكي، هو فقط، تقديم المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي لحلفائه الإقليميين في عملياتهم ضد (...) شخص ما !

ييفترض أن الهدف الوحيد لواشنطن في اليمن هو ما يسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

لكن، القاعدة في جزيرة العرب ليس الهدف الأساس للتحالف السعودي. والواقع أنه لا يكاد يذكر في الرياض والعواصم الحليفة، وبين أعضاء التحالف، كما أن التحالف لم يستهدفه.

يضيف الموقع: رغم أن المملكة العربية السعودية، تدعي بأنها تدافع عن "حكومة شرعية" في اليمن، لكن في الواقع، عبد ربه منصور هادي لا يحظى بأي دعم شعبي أو سياسي أو عسكري في اليمن. بينما سلفه الرئيس علي عبدالله صالح هو أكثر شعبية من هادي بكثير داخل القوات المسلحة اليمنية والأطياف السياسية والشعبية.

وإذا كان السعوديون مقتنعين بأن غاراتهم الجوية وعملياتهم البرية المحدودة، ستجبر صالح وحلفاءه الحوثيين على الانسحاب من صنعاء وإعادة هادي مرة أخرى.. فهم مخطئون تماماً.

في حسبة خاصة (تخص الموقع ووفقاً لمعدي التقرير) لموازين القوة العسكرية الرسمية -الجيش اليمني بوحداته وتكويناته المختلفة- خلال الحرب يورد التقرير: كان ثلثا الجيش اليمني مع الرئيس صالح والحوثيين. وشمل ذلك خمسة من أصل 10 ألوية من المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، و10 من أصل 13 لواء من المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، و4 من أصل 7 ألوية من المنطقة العسكرية الخامسة في الحديدة، جميع الألوية التسعة من المنطقة العسكرية السادسة في صعدة، واثنان على الأقل من 6 ألوية من المنطقة العسكرية السابعة في ذمار.

متابعاً: لم يتبق سوى وحدات من المنطقة العسكرية الأولى والثانية ومقرها في شرق اليمن بمنأى عن التدخل. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الوحدات سيطر عليها القاعدة.

وما لا يقل عن ثلاثة ألوية من قوات الدفاع الاحتياطية، وقيادة القوات الخاصة، ومعظم قيادة الدفاع الصاروخي وجميع الألوية الأربعة من قوة الحماية الرئاسية - بعض هذه مجهزة بدبابات T-80 قتال رئيسية - وقفت مع الرئيس صالح والحوثيين، أضف إلى ذلك معظم ألوية الدفاع الجوي والقوات الجوية اليمنية.

في المجموع، أكثر من 50 من أصل حوالى 90 لواءً من الجيش اليمني وقفت مع الرئيس صالح والحوثيين، فيما أربعة أو خمسة ألوية فقط وقفت مع هادي وثلاثة مع الانفصاليين الجنوبيين. كما سيطر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على أربعة ألوية.

ويخلص الموقع منذ ذلك إلى تقرير المعطيات التالية: بالنظر إلى مجموع قوة الجيش اليمني قبل الحرب، والذي كان حوالى (400،000) فرد، وهذا يعني أن قوات التدخل السريع التي تقودها السعودية حوالى (40،000) فرد مكونة من الجيوش (البحريني، الإماراتي، السوداني وقوات أخرى) - المنتشرة في جنوب اليمن منذ أغسطس 2015 - قد واجهت ما يصل إلى (200،000) فرد من قوات الجيش اليمني التي ازدادت صلابة بسب الحرب المريرة.

لكن سرعان ما تعاقد التحالف السعودي مع المرتزقة الأجانب، وسارع لإنشاء وتجنيد وتدريب قوة عسكرية مختلطة جديدة كلياً.

ويقول الموقع إنه، وبالنظر إلى حجم وخبرة وقدرات القوات اليمنية، فإنه ليس من المستغرب أنهم أثبتوا مقدرتهم على شن هجمات عسكرية وصاروخية عبر الحدود اليمنية السعودية، وحتى أيضاً السيطرة على أراض سعودية.

ويهتم الموقع بالإشارة إلى أنه "علاوة على ذلك، فإن الحوثيين ليسوا هم من يطلقون الصواريخ الباليستية بما في ذلك صواريخ سكود، Frogs، SS-21S و SA-2S إلى المملكة العربية السعودية، بل الألوية الثلاثة من الجيش اليمني في قيادة الدفاع الصاروخي وقيادة الدفاع الجوي.. هم من يطلقون الصواريخ".

"لكنك لن تقرأ ما ذكرناه سابقاً، في العديد من التقارير الإخبارية السائدة. معظم ما نتناوله في الغرب عن الحرب في اليمن ليس تماماً ما يحدث في الواقع على الأرض".