محادثات اليمن في الكويت تقترب من الحل.. مسار جانبي بانخراط سعودي مباشر
تتجه أنظار اليمنيين إلى الكويت، حيث يزيد تعثر جولة المحادثات اليمنية تكثيف التحشيد الدولي من أجل أن يكون كافياً لإحراز تقدم فعلي في المباحثات التي اقتصرت، بعد أكثر من 25 يوماً، على تبادل الأوراق بين الوفود المشاركة عبر المبعوث الأممي.
وبرغم حالة الانسداد التي بدت عليها المحادثات، أكد مصدر سياسي يمني على اطلاع بكواليس الكويت، أن الأطراف اقتربت من الحل، وذلك عقب لقاء جمع وفد حركة أنصار الله "الحوثيين" (لم يشر إلى حضور ممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي) بالسفير السعودي، وتم التفاهم معه على محددات لاتفاق شامل".
- وقود دولي لـ"إقلاع" التسوية اليمنية من الكويت
وقال المصدر ـ الذي تحدث لوكالة "خبر" مشترطاً عدم نشر هويته ـ إنه تم الاتفاق بين الجانبين على "إبقاء عبدربه منصور هادي رئيساً بلا صلاحيات (لأشهر معدودة ودون العودة إلى صنعاء) على أن يبدأ الحوار السياسي ويزمن انتهائه، وإقرار الانتخابات".
وأضاف، أن السفير السعودي أبدى التأكيد والالتزام بـ"عدم تدخل هادي في اللجان العسكرية والسياسية، التي تتمتع بصلاحيات تسليم السلاح والانسحاب، ويتم تشكيلها من الطرفين".
ووفق المصدر، فقد تم الاتفاق على أن "تكون الحكومة توافقية بين الأطراف.. على أن يصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بكل ما سيتم الاتفاق حوله.. ومن يخالف ذلك يعتبر معطلاً". مضيفاً، أنه من المقرر أن يحسم الأمر خلال أيام، بعد موافقة سفير الرياض.
وفق التفاهمات، آنفة الذكر، فإن المصدر يشير إلى أن "لدى هادي رغبة التحكم فيها وتعطيلها وسط رفضه للجزئية الخاصة بتزمين الحوار، بهدف البقاء في منصب الرئيس..".
وكان وفد الرياض قد انسحب من جلسة الثلاثاء الصباحية (أمس) وأعلن تعليق مشاركته، مع ربط العودة بالحصول على وثيقة "خطية مكتوبة تؤكد التزام وفد صنعاء بالمرجعيات وقرار مجلس الأمن 2216 وتنص على أنه لا نقاش في موضوع شرعية هادي". فيما يصر وفد صنعاء على صيغة "حكومة توافقية" كمسار للانتقال السياسي.
وأوردت قناة العربية السعودية عن عبدالملك المخلافي، وزير خارجية هادي قوله "إنهم سيعودون فوراً للمشاركة متى ما تم تسليمهم الوثيقة الموقعة، وإلا فلن يكون هناك جدوى من المشاورات".
وقال المصدر ذاته لوكالة "خبر"، إن الانسحاب، جاء لحظة بدء مناقشة مصير عبدربه منصور هادي، عبر "نقل الصلاحيات". وأشار إلى أن الوفد طرح قبيل انسحابه اسم اللواء علي محسن الأحمر ليرأس اللجنة العسكرية المقترحة في المرحلة الانتقالية.
وأكد أن تحركات وضغوطات دبلوماسية مكثفة شهدتها الكويت، مساء الثلاثاء واستمرت حتى ظهر الأربعاء. منوهاً أن قرار الانسحاب، جاء نتيجة تهديدات بعثها هادي لوزير خارجتيه "حال عدم الاعتراف بشرعيته".
وأوضح المصدر، أن اتصالات دبلوماسية نفذها سفراء خليجيون، وبعض سفراء الدول الـ18 مع وفد الرياض، إلا أنه تم إبلاغهم "أن عليهم التواصل مع هادي والتباحث معه" ما اعتبره المصدر، عدم امتلاك الوفد أي تفويض بشأن المحادثات..
في السياق ذاته، التقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كلاً على حدة، المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، وكذا وفدي المحادثات اليمنية، وسط تأكيداته الحرص على استمرار المفاوضات، وضرورة الوصول إلى حلول توافقية.
وكان وفد المؤتمر الشعبي العام، برئاسة الأمين العام عارف الزوكا، التقى السفير الأمريكي في اليمن السيد ماثيو تولر، وسايمون جاكسون ممثل المملكة المتحدة (بريطانيا). كما التقى سفيرة الاتحاد الاوروبي في اليمن السيدة تينا موشايت، ومعها السفير الهولندي ومندوبي بريطانيا والمانيا، وذلك على هامش المشاورات في الكويت.