عن قرب| المسئول الدولي يشرح: ما الذي فعله الإعصار تشابالا باليمن؟
يوهانس فان دير كلاو:
> أكثر من مليون ومئة ألف شخص قد يتضررون بالإعصار
> أكثر من 40 ألف مشرد جُرفت منازلهم وفقدوا سبل العيش
> تسبب الإعصار في الكثير من الدمار في سقطرى وحضرموت وشبوة
> تضرر الصيادون والقرى الصغيرة "بشدة" بالأمواج والأمطار والفيضانات
> تشير التقديرات الى هطول ما يعادل ستة أعوام من الأمطار
> فتح "شريان الحياة" من عـُمان لجلب المساعدات
> سيستغرق الأمر وقتا طويلا لإعادة إصلاح الأراضي والقرى ومساعدة الناس في استعادة بعض من سبل كسب العيش
ما الذي قد يكون فعله الإعصار المداري ولا يؤخذ في حسبان ووعي المتابعينداخل وخارج اليمن؟ اليمنيون أنفسهم قد لا يعرفون الكثير مما حل وحدث وترتب على الكارثة.
رغم تراجع قوة إعصار شابالا وتحوله إلى عاصفة إلا أن يوهانس فان دير كلاو منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن أعرب عن القلق إزاء الآثار والعواقب السلبية الناجمة عن الفيضانات والانجرافات الأرضية والأمطار وغيرها من التداعيات.. صورة أولية عن قرب في الساعات الأولى يرسمها المسئول الدولي في إجاباته على أسئلة ريم أباظة من إذاعة الأمم المتحدة في نيويورك.
* .......................؟
- وصل إعصار شابالا إلى شواطئ اليمن صباح يوم الثلاثاء وبمجرد مرور أي إعصار بالبر فإن سرعته وقوته تقل، وبالفعل أصبح الآن عاصفة. ولكن مع ذلك فقبل وصوله إلى البر تسبب في الكثير من الدمار وخاصة في جزيرة سقطرى، وهي جزيرة صغيرة يقطنها نحو خمسين ألف شخص، حيث تم إجلاء نحو عشرين ألف شخص من المناطق الساحلية. أيضا عندما وصل الإعصار إلى شواطئ اليمن تضرر بشدة الصيادون والقرى الصغيرة ومدينة المكلا ليس فقط بسبب قوة الإعصار، ولكن أيضا بفعل الأمواج الضخمة والأمطار التي أدت إلى الفيضانات والانجرافات الأرضية.
* هناك بعض التقديرات التي تتوقع هطول ما يعادل ستة أعوام من الأمطار على اليمن خلال الأيام المقبلة، ما خطورة ذلك في هذا البلد الجاف؟
- نعم بالفعل تشير التقديرات إلى ذلك، وتظهر الصور من مرفأ مكلا حجم الفيضانات، التي أحدثت انجرافات في التربة اندفعت بقوة لتجرف المنازل وما تبقى من أراض زراعية لذا ستستمر آثار الإعصار لمدة طويلة. فعلى الرغم من تراجع قوة الإعصار، إلا أن الأمطار والانجرافات الأرضية تثير قلقا بالغا لدينا وسيستغرق الأمر وقتا طويلا لإعادة إصلاح الأراضي والقرى ومساعدة الناس في استعادة بعض من سبل كسب العيش. تفيد تقديراتنا بأن أكثر من مليون ومئة ألف شخص قد يتضررون بهذا الإعصار. وهذا رقم كبير بالنظر إلى أن عدد السكان في محافظتي حضرموت وشبوه في جنوب اليمن يقدر بمليون وتسعمئة ألف شخص.
تفيد المعلومات لدينا أن أكثر من أربعين ألف شخص شردوا بسبب الإعصار سواء في سقطرى أو حضرموت التي شرد فيها أكثر من اثني عشر ألف شخص، بالإضافة إلى ستة آلاف في شبوه. هؤلاء الناس لا يستطيعون العودة إلى ديارهم لأن منازلهم قد جرفت في الفيضانات أو دمرت في العاصفة، كما فقدوا قواربهم ومعدات الصيد ولم تعد أراضيهم صالحة للزراعة الآن.
* هل تتوقعون استمرار الأمطار على مدى الأيام المقبلة؟
- يتعين أن نحلل جميع البيانات، هناك تقارير تفيد بأن الأمطار ستصل إلى صنعاء. في عام 2008 ضرب إعصار أقل قوة اليمن، ووصل تأثيره إلى تعز ولحج. لذا قد يصل تأثير هذا الإعصار إلى صنعاء، ولكن حتى الآن أنا أتحدث إليك من صنعاء ولا توجد أمطار هنا.
* ماذا تفعل الأمم المتحدة الآن للمساعدة أو محاولة تقديم المساعدة في هذه الظروف؟
- قمنا بالفعل بتحديد كل المخزون الموجود لدينا في عدن، ومن المهم أن يوجد بعض منه في صنعاء ليتم شحنه إلى حضرموت وشبوه.
وقمنا بفتح ما نسميه بشريان الحياة من عـُمان لجلب المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها للمناطق المتضررة.
وتشمل هذه المساعدات الغذاء والإمدادات الطبية والمياه النظيفة للشرب والمواد المنزلية.
بدأنا نقل المواد الضرورية إلى المكلا، ومن هناك سيقوم شركاؤنا المحليون بتوزيع كل هذه المواد والإمدادات لأن حضرموت تحت سيطرة القاعدة لذا نعمل هناك من خلال شبكة منظمات مجتمع مدني محلية.
كل هذه التدابير تم تفعيلها، وقبل أيام غادرت شاحنات مساعدات من عدن إلى مكلا، المشكلة هي أن الطرق الساحلية بين المدينتين قد تضررت منذ ذلك الوقت بسبب العاصفة والأمواج العاتية، لذا يتعين علينا إيجاد طرق بديلة ولكن كما قلت نقوم بخدمة هذا الجزء الشرقي من اليمن من الطريق القادم من عمان، ويمكننا أيضا استخدام سفن من جيبوتي لتوصيل المساعدات.