أطباء بلاحدود: أوضاع كارثية "محبطة" بتعز
صرحت منظمة أطباء بلا حدود، الأحد 25 أكتوبر تشرين أول 2015، أنه ورغم أسابيع من المفاوضات القائمة مع مسؤولي أنصار الله/الحوثيين، لا يمكن إيصال الإمدادات الطبية إلى مستشفيين يقعان في المنطقة المحاصرة الخاضعة لسيطرة "المقاومة" في تعز فيما تُمنع شاحنات نقل الإمدادات من عبور نقاط التفتيش التي تسيطر على مداخل هذه المنطقة.
وإزاء هذا قالت كارلين كلاير، مديرة طوارئ اليمن في أمستردام: "ليس بوسعنا نقل الإمدادات الطبية الأساسية أو إيصالها بشكل مباشر لدعم العمليات الجراحية المنقذة للحياة في المستشفيات المحاصرة التي تستقبل الكثير من جرحى الحرب، وهذه الإمدادات تتضمن الأنابيب الصدرية وأدوية التخدير والسوائل الوريدية ومستلزمات الخياطة الجراحية والمضادات الحيوية. ومن المحبط ألا تُحدث أسابيع من المفاوضات تقدماً في إقناع المتحاورين بالحاجة إلى توفير المساعدات الطبية غير المتحيزة لضحايا القتال المستمر في هذه المنطقة المحاصرة بالتحديد، وذلك رغم الدعم المستمر الذي نقدمه أيضاً للمرافق الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله/الحوثيين".
وإضافةً إلى سقوط قذائف الهاون التي يطلقها طرفا القتال وكذلك الضربات الجوية التي تطال المدينة يومياً، يتحدث سكان تعز في هذه المنطقة عن زيادة القيود المفروضة على إدخال إمدادات الماء والوقود والغذاء. هذا وقد ارتفعت الأسعار بحدة في المنطقة المحاصرة فيما يصارع السكان لإيجاد ما يكفيهم من مياه الشرب في منطقة مكتظة سكانياً.
اليمن:سكان المنطقة المحاصرة في تعز محرومون من الحصول على الرعاية الصحية ولا يسمح للإمدادات الطبية بعبور جبهات القتالhttps://t.co/ztBjBSiarp
— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) أكتوبر 25, 2015
أما في باقي أنحاء تعز، حيث لا تزال منظمة أطباء بلا حدود تعمل باستمرار منذ مايو/أيار 2015، يصارع السكان للوصول إلى المستشفيات جراء القتال وصعوبة عبور جبهات القتال ونقص وسائل النقل، في حين أن الرعاية الصحية الأساسية متوقفة بشكل كامل تقريباً وتُقدم في معظمها من قبل طواقم طبية تعمل في بعض المنازل. وقد أدى حظر الأسلحة الذي تحول إلى حصار عام فعلي يفرضه التحالف الذي تقوده السعودية وتفرضه كذلك الأمم المتحدة، إلى نقص حاد في الغذاء والماء الذين لا يتوفران إلا بأسعار باهظة.
وأضافت كلاير: "نرى قسماً كبيراً من سكان تعز وقد نزحوا ضمن المدينة ويصارعون للبقاء يومياً لإيجاد ما يكفيهم من الغذاء والماء للبقاء على قيد الحياة. وتأتي ظروف العيش القاسية هذه نتيجةً لغياب الأمن الذي يسود والكلفة الباهظة لأساسيات الحياة، كما يعيش سكان تعز في خوف دائم من الضربات الجوية وباقي أشكال العنف المرتبطة بالنزاع. الوضع في تعز سيء وسيؤول إلى الأسوأ خلال الأسابيع المقبلة ما لم تُبذل الجهود للحفاظ على حياة المدنيين وإتاحة الخدمات الأساسية لهم، وهذا يتضمن المرافق الصحية".
ولم يتبق من أصل 20 مستشفى في تعز سوى ستة مستشفيات تعمل جزئياً وتقدم الرعاية لسكان يفوق تعدادهم 600,000 نسمة. ومعظم ما تبقى من المستشفيات تفتقر إلى الطواقم الطبية والوقود والأدوية الأساسية وقد اكتظت بالأعداد الكبيرة من الجرحى الذين هم بحاجة إلى خدمات الطوارئ كل يوم. وبوصفها جهة إنسانية طبية محايدة وغير متحيزة، تدعم منظمة أطباء بلا حدود جميع المستشفيات التي تحتاج إلى الإمدادات الاساسية في تعز أينما كانت تقع وسواء أكانت تخدم السكان الذين يعيشون ظروفاً صعبة في المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية من تعز أم تلك الخاضعة للجماعات التابعة لأنصار الله/الحوثيين. وقد عالجت المستشفيات التي تدعمها المنظمة أكثر من 15,500 جريح حرب من بداية مارس/آذار 2015 في اليمن، بينهم 3644 في تعز وحدها.
وتطالب منظمة أطباء بلا حدود جميع الأطراف المتحاربة بالسماح لإيصال الإمدادات الإنسانية والطبية إلى جميع المناطق من أجل تسهيل حصول جميع المرضى والجرحى على الرعاية الطبية وحماية مرافق الرعاية الصحية وطواقمها بما يمليه القانون الإنساني الدولي والعادات والتقاليد اليمنية.