ترجمة| هل يستعد البيت الأبيض لانهيار اليمن؟

أكد رئيس موظفي البيت الأبيض، دنيس ماكدونو، على أن قادة أمريكا لم يتفاجؤوا بانهيار الحكومة اليمنية، وأضاف أن هذا لن يعيق الجهود الرامية لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وقال ماكدونو، في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" على شبكة سي بي إس، يوم الأحد: "إن الجهود الهامة في مجال مكافحة الإرهاب مستمرة، ليس هناك شك في ذلك، وسنواصل الضغط من أجل هذا. سنواصل كذلك التأكد من أن لدينا استخبارات قادرة على رؤية التهديدات فور ظهورها. وأيضا، سنواصل العمل على الوضع السياسي، لأننا نعرف أن القاعدة تستفيد من حالات الاضطراب".

وأضاف: "سنحتاج إلى الشركاء في المنطقة لمساعدتنا في تنظيف تلك الأماكن. وأفضل طريقة لذلك هي إيجاد قيادة قوية وشفافة، وهذا ما سوف نستمر في البحث عنه".

وقد أدت استقالة الرئيس اليمني الموالي للولايات المتحدة، عبد ربه منصور هادي، وحكومته الأسبوع الماضي، إلى تعقيد الجهود الأمريكية في محاربة القاعدة في جزيرة العرب.

وكان الرئيس أوباما يعتبر اليمن نموذجاً للجهود الأمريكية في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الجهود التي تركز على القضاء على التهديدات التي يتعرض لها الوطن الأمريكي.

وقال أوباما، خلال رحلة إلى الهند، يوم الأحد: “لم يكن اليمن يوماً ديمقراطية مثالية أو جزيرة من الاستقرار". وأضاف: "سيكون البديل بالنسبة لنا هو نشر القوات الأمريكية في كل مرة يظهر فيها الإرهاب داخل أي بلد من البلدان، وهذه ليست استراتيجية مستدامة".

وردد ماكدونو حجة أوباما، قائلا: "إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل وفقاً لاستراتيجية صحيحة هناك، ويجب أن تبقي على هذه الاستراتيجية".

وقال إنه في هذه المرحلة، يجب على الولايات المتحدة الضغط من أجل حل سياسي في اليمن، وأن تساعد في جعل قوات الأمن في المنطقة أكثر فعالية من خلال استمرار برنامج التدريب والتجهيز، وأن يكون لديها معلومات استخبارية جيدة حول متى يظهر تهديد المتعصبين.

وقال ماكدونو: "أعتقد أنه من المهم جداً أن ندرك أن الحكم في اليمن كان صعباً دائماً. سنواصل الضغط على الجهات الفاعلة على الأرض لاتخاذ قرارات تؤدي إلى اتفاق سياسي يتسم بالشفافية، حتى نتمكن من العمل معهم للحفاظ على الهجوم ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ولكننا لا نستطيع أن نكون مسؤولين عن كل حكومة من حكومات المنطقة؛ علينا التأكد من أنهم يفعلون ذلك بأنفسهم".

وفي الوقت نفسه، يجادل بعض منتقدي الرئيس بأن الإدارة فشلت في التعرف على التهديد المتزايد في المنطقة. وفي مقابلة منفصلة مع برنامج "واجه الأمة"، قال رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، جون ماكين، إن: ماكدونو والرئيس "فقدا الاتصال مع الواقع".

وأضاف أن إيران تشكل تهديداً رئيساً، ويعود ذلك في جزء منه إلى أنها تدعم المتمردين الحوثيين في اليمن، وهو ما أدى إلى انهيار استقرار الحكومة هناك.

وقال ماكين: "لم أسمع ماكدونو يوضح أي استراتيجية سوى أننا سوف نقاتل ضد هؤلاء الناس، وهو أمر من اللطيف معرفته. ولكن عندما تنظر إلى الخريطة، سترى أن الإيرانيين يتقدمون، وأن القاعدة في جزيرة العرب وداعش في كل من العراق وسوريا في وضع جيد تمامًا. ليس هناك استراتيجية لإلحاق الهزيمة بهم".

وذهب ماكين إلى ما هو أبعد من ذلك، قائلاً إن: البيت الأبيض "يتوهم" إذا كان يعتقد بأن طريقته ناجحة. وأضاف أن الولايات المتحدة بحاجة لوضع الأحذية على الأرض في المنطقة.

ورددت مخاوف ماكين هذه السناتور ديان فينشتاين، وهي الديمقراطية البارزة في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ. وقالت فينشتاين: "أنا قلقة مما تريد إيران الوصول إليه. إنها تدعم الحوثيين. هل تحاول إيران البدء في وضع الهلال الإيراني؟ أنا لا أعرف، ولكن أعتقد أننا يجب أن نفكر على المدى الطويل، وعلينا.. تطوير الجانب الإنساني في الاستخبارات، بدلاً من الجانب التقني للاستخبارات".

وأكدت فينشتاين كذلك على أنها تتفق مع ماكين في أن الولايات المتحدة بحاجة لنشر قوات العمليات الخاصة بشكل أكبر على الأرض في الشرق الأوسط، وأنها تحتاج لحماية حلفائها في المنطقة، مثل إسرائيل، والأردن، والمملكة العربية السعودية.

واعترفت فينشتاين بأن الرئيس "في موقف صعب". وقالت: "إن الشعب الأمريكي لا يريد حرباً أخرى. كان هناك حربان في العراق، وكان هناك الحرب الأفغانية. إنهم لا يرون هذه الحروب، فهي تخاض على أرض أجنبية. إنها بعيدة عنهم".

CBC