نصف الأطفال تحت سن الخامسة في اليمن يعانون من سوء التغذية

يُعاني حوالي نصف الأطفال تحت سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية، حيث تمثل نسبة 61% من هؤلاء الأطفال من الأسر الفقيرة بينما 30% منهم من الأسر الأغنى ويعتبر سوء التغذية قضية رئيسية تتداخل بين الأسر الغنية والفقيرة. وأوضح التقرير الوطني الأول لمسح ورصد الحماية الاجتماعية الذي أطلقته منظمة اليونيسف الدولية ، وغطى كافة محافظات الجمهورية من أجل توفير توفير المعلومات حول مستويات التفاوت في اليمن وتأثيرها بصورة كبيرة على الفقراء والفئات المعرضة للخطر خاصة الأطفال بأن معدلات تسجيل المواليد انخفضت من 22% عام 2006م إلى 17% عام 2012م . وذكر أن عدم توفر تحديد وتعريف واضح لعمر الطفل في التشريع الحالي اليمني أدى إلى جعل الأطفال عرضة للاستغلال بما في ذلك زواج الصغيرات وتجنيد الأطفال وتهريبهم ، مبيناً أن 8.2% فقط من الأسر الأشد فقراً تستخدم مرافق صرف صحي جيدة مقارنة بـ 99% من الأسر الأغنى . وأشار التقرير ذاته أنه يتعين على 43% من اليمنيين في الأسر الفقيرة المشي على الأقدام لأكثر من 30 دقيقة للحصول على المياه مقارنة بـ 2% فقط بين الأسر الغنية ، أما في مجال التعليم فقد زاد معدل الالتحاق بالتعليم من 68% عام 2006م إلى 72% عام 2012م , ومع ذلك يبلغ معدل التحاق أطفال الأسر الأفقر في التعليم الأساسي 48% مقارنة بـ 88% لأطفال الأسر الأغنى ، بينما يبلغ معدل التحاق بنات الأسر الأفقر في التعليم الأساسي 38% مقارنة بـ 88% لبنات الأسر الأغنى ، فيما يبلغ متوسط عدد سنوات الدراسة لليمنيين في سن 25 عاماً أربع سنوات فقط . وعلى صعيد متصل ، دعا وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي لقطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية الدكتور محمد الحاوري إلى إنشاء مرصد مشترك بين الحكومة واليونيسف لرصد الحماية الاجتماعية في اليمن ليعمل بشكل مستمر في اعطاء المؤشرات الهامة , مطالباً الإعلام بالتركيز على التنمية واستنهاض الطاقات التنموية والاقتصادية . ولفت الحاوري في المؤتمر الصحفي إلى أنه قد تم تشكيل لجنة فنية من قبل الوزارة من أجل متابعة نتائج التقرير الذي سيمكن الدولة من بناء سياسات اقتصادية ويؤسس لبيانات قاعدة الحماية الاجتماعية . من جانبه أشار ممثل اليونيسف جوليان هارنيس ، إلى بعض القضايا الهامة التي أثرت على الأطفال و ظهرت في التقرير في مجال التعليم والتغذية وحماية الأطفال .. منوهاً إلى أن صندوق الرعاية الاجتماعية يعتبر آلية حيوية وفعالة في تقليص هذه الفوارق , كونه الآلية الرئيسية للحماية الاجتماعية في البلاد ، حيث يغطي ثلث من عدد السكان في اليمن وأن الصندوق قام خلال عام 2012م ، بضمان تقديم المساعدات بشكل منتظم لـ 93% من المستفيدين من الصندوق حيث تعتبر المساعدات النقدية التي يقدمها الصندوق بالنسبة لبعض الأسر المصدر الوحيد للدخل وبدونه لن تستطيع هذه الأسر شراء المواد الغذائية الأساسية . وأفاد هارنيس أن بعض الأسر أصبحت تعد بطاقة صندوق الرعاية الاجتماعية وسيلة ضرورية للحياة , ودعا إلى أن تكون لهذه الجهود تأثير أكبر في حال كانت هناك تدخلات استراتيجية أوسع تستهدف الفئات الأشد فقراً من بين الفقراء ، وبالتركيز بشكل خاص للأطفال في الأسر الأشد فقراً ، سيكون هناك تحسن كبير في هذه الإحصاءات وخاصة فيما يتعلق بالمخرجات المتعلقة بالتعليم والتغذية . واعتبر هذا التقرير دليل استراتيجي ليستفيد منه كل من الحكومة والمانحين وشركاء التنمية ومنظمات المجتمع المدني في توجيه جهودهم لدعم الشعب اليمني , مؤكداً التزام اليونيسف بضمان حصول الفئات الأكثر عرضة للخطر وخاصة الأطفال على حياة أفضل .