الغارديان: إيران تخشى أزماتها الداخلية أكثر من ترامب

نشرت الغارديان مقالا لعلي أنصاري، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة سان أندروز البريطانية، يؤكد فيه أن الأزمات الداخلية المتزايدة هي الهاجس الأكبر للنظام الإيراني في الفترة الحالية، وليس الإدارة الامريكية، كما يرى الكثيرون.

ويرى أنصاري أن تأثير دبلوماسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر ساحة وسائل التواصل الاجتماعي يتمثل في "خلق المزيد من الحرارة أكثر من الضوء"، مشيرا إلى أن حملة التغريدات الأخيرة بخصوص إيران تدلل على أن ترامب يتصرف كما يتوقع منه وليس هناك أمرا غريبا.

ويوضح أنصاري أنه رغم الصمت الذي استقبلت به إيران تغريدات ترامب إلا أننا يمكن أن نتوقع أن الرد سيأتي قريبا عن طريق تصريحات من الحرس الثوري الإيراني أو المرشد الأعلى والمسؤولين في الخارجية خاصة عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشير أنصاري إلى أن القوميين الإيرانيين لهم خبرة كبيرة مع تلك المواقف فقد كانوا موجودين ليشاهدوا صعود واضمحلال امبراطوريات كبرى عديدة.

ويشكك أنصاري في الربط بين المواجهات الكلامية بين واشنطن وطهران وقيام المحافظين بتوسيع سلطاتهم في إيران، مؤكدا أن إيران تواجه أزمات داخلية متفاقمة بسبب المشاكل البنيوية في الاقتصاد الإيراني ونقص الاستثمارات في قطاع البنية التحتية والذي يتمثل بشكل أقوى في أزمة نقص المياه.

ويقول أنصاري أن هذه المشاكل والأزمات موجودة منذ عقود في إيران ولا يمكن للنظام أن يلقي باللائمة فيها على عتبات "الشيطان الأكبر"، مضيفا أن العقوبات الأمريكية ربما تكون قد أضافت الملح للجروح الإيرانية لكن الشعب الإيراني يعرف جيدا أن هذه الجراح قد تسبب فيها النظام نفسه.